لفت وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي في حديث لصحيفة "السفير" الى ان "الحكومة لم تبلغ بعد مرحلة الشيخوخة المبكرة والدليل الجلسات المطولة التي تجمعهم حيث يسود نقاش هادئ، بإدارة ناجحة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان، لا يشبه أبداً ما يتمّ تسريبه إلى الإعلام".
واشار كرامي الى ان "أركان الفريق الآذاري ابلغوا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال جلسات المناقشة العامة أنه لن يربحهم، وهم يتعاطون معه على أنه "خائن"، ومقتنعون أن نيابته كانت من صناعتهم، أسوة بنيابة وزير المال محمد الصفدي، وكأنهم يملكون القدرة على تغيير كل الموازين، وهذا أمر مناف للواقع"، مضيفا "لكل منا حيثيته وتاريخه وجغرافيته وناسه، فمن أين لهم هذه الثقة الزائدة بالذات؟ الأرجح أنهم يتكلون على الأحداث الدولية والإقليمية"، معتبرا ان "مسؤولية رئيس الحكومة تكمن بإنجاح حكومته ويفترض به أن يكون "الدينامو" وقلب الحكومة النابض ولذا عليه حسم خياراته الاستراتيجية والسياسية والإدارية، مع العلم أنه لا يجوز الحكم على تجربة عشرة أشهر، بالفشل، كون التركيبة الميقاتية قد أنجزت بعض الملفات الحيوية"، مشيرا الى ان "المشكلة تكمن في كيفية تقديم إنجازات الحكومة، فعندما نقول عنها نحن أن "زيتاتها عكرين" فماذا ننتظر من الآخرين؟".
واعتبر ان "رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يجب أن يكون قد حسم خياراته بمجرد قبول تسميته رئيساً للحكومة ولكن حتى الآن، يبدو بأدائه متردداً، مع العلم أن أداءه في طرابلس لا يدل على أنه لن يترشح في الانتخابات النيابية المقبلة لا سيما أن مؤسساته تعمل بوتيرة عالية"، لافتا الى إن "التواصل بين مكونات الحكومة، أمر أساسي لتجنّب العقبات، إذ لا يمكن تسيير أعمال الحكومة بواسطة البريد الإعلامي والإشارات العابرة للأثير، فالطرقات ليست مقفلة، ويمكن حلّ أصعب مشكلة عبر اتصال هاتفي أو جلسة لبضعة دقائق، وكأن هناك قناعة لدى البعص، مفادها أن الاستهداف لبعضنا في الإعلام يشد عصب جمهورنا في الشارع"، معربا عن اعتقاده أن "من يؤمن بهذا الأسلوب سيُفاجأ في الانتخابات، ويمكن الجزم أن هذه الاستراتيجية أثبتت أنها غير منتجة، أقله حتى الآن نحن نحكم من فوق ولكن الأرض مختلفة كلياً".
واضاف كرامي "أنا مقتنع أن هذه الحكومة قادرة على تعويض طرابلس عما حرمت منه لأكثر من25 سنة، وقد زادت قناعتي بعد التعرف على رئيس الحكومة ووزير المال الأول، رجل ديناميكي وعملي، والصفدي صادق بتعاطيه، ولكن طموحاتنا ضاعت في زواريب التحديات الأمنية والإقليمية وصارت القضية الطرابلسية ثانوية، فانشغلت الحكومة بأمور كثيرة ونأت بنفسها عن مصالح الناس، ونحن موعودون بسلّة تعيينات في مجالس الإدارات قد تساهم في تسيير العجلة الإنمائية"، لافتا الى ان "أهالي طرابلس تأمل كثيراً من هذه الحكومة التي وصفتُها بحكومة طرابلسية كاملة الدسم، ولكنها مع الحمية الجديدة صارت منزوعة الدسم، ولكنني ما زلت أتأمل خيراً"، محاذرا "الخوض في تفاصيل خلاف ميقاتي ووزير المال محمد الصفدي، لأنه صار وراءنا لا سيما أن الرجلين محكومان بالتوافق وهما يتعاونان لحل أزمة الاعتمادات المالية الطارئة"، مشيرا الى ان "الكلام عن تحالف انتخابي قد يجمع التركيبة الوزارية الخماسية، ما يزال أسير المقالات والتسريبات الصحافية، لأنه لم يتلبور بعد في سياق حديث جدي، بحجة أنه بكير على الانتخابات، ولهذا يفترض بهذا الفريق توحيد رؤيته وخياراته، لأنه صار واضحاً أن الفريق الآخر بدأ معركته الانتخابية".
وتطرق الى موضوع التعيينات الإدارية المعلقة على حبل الخلاف بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، معتبرا انها "تحدٍ أساسي أمام الحكومة، ولكن لا يجوز إبقاء سلّة التعيينات معطلة، لا سيما أن الحوار قادر على حلّ أي مشكلة مهما كان حجمها"، معربا عن أعتقاده أن "المزايدات عبر وسائل الإعلام واحدة من أسباب العرقلة"، مشيرا الى ان "اقتراح رئيس مجلس النواب نبيه بري الانتخابي موضع ترحيب من الوزير الشاب الذي يؤيد مبدأ فتح حوار جدي وصريح مع النائب وليد جنبلاط، مع العلم أن أداء الوزراء الاشتراكيين ممتاز وعملي، وموقف جنبلاط من سوريا واضح، ومن الداخل اللبناني كذلك".
في الوقت عينه، سأل كرامي "نحن نتفهم هواجس بعض الأطراف ولكن من يتفهّم هواجسنا؟"، مضيفا "قانون الستين" هو قانون الزعبرة الذي يشبه التعيين، ولذا لا بدّ من حوار انتخابي جدي يوصل إلى صيغة تحفظ حق التمثيل على طريقة لا يفنى الديب ولا يموت الغنم".
أما الخيارات المطروحة أمام الحكومة، فيعددها كرامي بشيء من التهكّم، "إما السير بـ"قانون الستين" أو إحياء "قانون غازي كنعان"، أو العودة إلى اقتراح بري، لأن اقتراح وزير الداخلية مروان شربل، يواجه صعوبات كثيرة، لا سيما أن القرار الأخير بشأنه يبقى بيد البرلمان".
بالنسبة إلى الوضع في سوريا، لفت الى انه "ثبت أن الرهان على إسقاط النظام قد سقط وفي المقابل، من المستبعد عودة عقارب الساعة إلى الوراء"، لافتا الى ان "الخيار الديمقراطي قناعة من الرئيس بشار الأسد، الذي كان يعتبر أن الوضع القديم لا يمكن أن يستمر"، مشيرا الى ان " الوضع خطير لأنه ممكن بأي لحظة أن يتحول إلى حرب أهلية ثمة جو دولي وإقليمي ضاغط على سوريا وقد لا ينتهي بين يوم وآخر، ولكن الرئيس السوري بشار الأسد مستمر في موقعه مع بعض التعديلات والتغييرات في التركيبة، وبحسب ما نعرفه، الرجل لا يخشى الديمقراطية نظراً لثقته بنفسه، وكل الإحصاءات تشير إلى أن جزءا كبيرا من الناس إلى جانبه ولهذا إذا نأت الدول الغربية بنفسها عن الوضع السوري، تنتهي الأزمة سريعاً".
وفي مسألة باخرة السلاح "لطف لله 2" اكد كرامي إنه "لم يفاجأ بالأمر، لا سيما أن بعض القوى تتحدث علانية عن دعمها المعارضة السورية بالسلاح، إلى جانب تأمينها المساعدة لـ"مقاتلين" يعالجون في مستشفيات الشمال، ويعودون منها إلى العمق السوري، مع العلم أنه لم يتم التأكد بعد ما إذا كان هذا السلاح مخصصاً للفتنة في لبنان أم في سوريا، وما قام به الجيش اللبناني هو إجراء طبيعي، ولهذا نتخوف من استهدافه في هذه المهمة بالذات كي يمتنع عن توقيف تهريب السلاح وتحويل طرابلس إلى بؤر أمنية لا سيما أن بعض الأجهزة الأمنية ليست بيدنا، مع العلم أن الجيش يقوم بعمليات موضعية".
واعترف كرامي أن "الناس ليست راضية عن أداء مجلس النواب والحكومة ولا عن أداء أي سياسي لبناني، لأنهم أصيبوا بحالة قرف جماعي برغم ذلك "لا تغيير حكومياً قبل الانتخابات النيابية"، وهذه الحكومة باقية، باقية، باقية".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك