عن الشروط الاميركية لبدء حوار واشنطن – طهران، تحدّث المسؤول نفسه الذي يهتم بالموضوع الإيراني في "الإدارة" الاميركية المهمة اياها، قال: "أولاً، على ايران ان تقرّر الحوار مع اميركا والمجتمع الدولي. ثانياً، ليس ضرورياً ان يكون الهدف من الحوار إقامة محور ضد آخرين. دول الخليج "الفارسي" كلها مهمة. في الماضي كانت اموال الخليج تذهب الى الخارج. الآن تبقى امواله فيه مع وجود قواعد اميركية وحركة دولية واقليمية ناشطة. تصوّر ماذا يحصل إذا صار وضع ايران طبيعياً. ستحصل بالتأكيد "فورة" (Boom) كبيرة اقتصادية وعمرانية وما الى ذلك. يهمّنا في المنطقة الانسان ورخاء الشعوب. طبعاً تهمنا مصالحنا ايضاً". علّقتُ: يهمّكم امران. النفط وأمن اسرائيل. وبعدهما تأتي الامور الاخرى. على كل ماذا عن إيران وسوريا وعلاقتهما؟ أجاب: "ما قلته في النقاش عن ان العراق يبقى المصلحة الحيوية الاولى لإيران، وخصوصاً إذا فقدت سوريا ولبنان، ولذلك ستتمسك به، فيه الكثير من الحقيقة. لكن في تقديرنا أهمية سوريا لإيران كبيرة. ولذلك سوف تدافع عنها او بالأحرى عن نظامها بكل ما تمتلك وحتى آخر لحظة". علّقتُ: أنا معك. لبنان وسوريا مهمان لإيران اي لمشروعها الاقليمي. لكن إذا تهدّد المشروع بخسارة سوريا، وتالياً لبنان، فإن العراق بالغ الحيوية لها. ردّ: "أنت محق في ذلك". سألتُ: ماذا عن إيران والعراق؟ وهل صحيح ما يقوله عراقيون وأميركيون وآخرون ان شيعة العراق يعتبرون ايران عمقهم الاستراتيجي، لكنهم لا يريدون هيمنتها على بلادهم؟ أجاب مختتماً اللقاء: "صحيح ما تقوله، لكن الأوضاع في العراق وحتى دول أخرى لا تشجع على توقّع حلول. لا يجوز ان نحكي عن العراق مثلاً بطريقة تؤكد انه خطا خطوات جبّارة وانتهت مشكلاته. طالما هناك غياب لدولة متماسكة (Cohesive) ستبقى المشكلات في العراق ومنها التي بين السنّة والشيعة والأكراد".
ماذا في جعبة مسؤول يتعاطى مع ملفات عدة بينها ملف تركيا في "الإدارة" الاميركية المهمة نفسها؟
سألته في البداية عن الجديد في تركيا الجديدة اي تركيا الإسلامية التي يحكمها منذ أكثر من عقد حزب العدالة والتنمية، وسألت إذا كانت أمورها تسير على ما يرام. أجاب: "لنتحدث عن تركيا كتركيا. هي لم تعد تركيا الجديدة الإسلامية. صار لها تسع سنوات أو أكثر. وهي دولة قوية ومزدهرة واقتصادها متين. حكومتها مارست سلطتها على الجيش والمؤسسات كلها. وهي لا تزال دولة ديموقراطية. ونحن نتعامل معها على أساس انها كذلك. طبعاً تقلقنا بعض الأحيان الاخبار عن اعتقالات معينة تقوم بها السلطة في تركيا وخصوصاً في أوساط العلمانيين. لكن في شكل عام الوضع فيها جيد. إنهم احياناً كما أسمّيهم أنا "العثمانيون الجُدد". مرة قلت ذلك أمام نائب تركي فردَّ: "لا، ليسوا العثمانيين الجُدُد. إنهم العثمانيون". علّقتُ: زرت تركيا مرتين خلال الأشهر الستة الاخيرة. لمست عند الأوساط الحاكمة نوعاً من الحنين الى الحقبة العثمانية، ومحاولة تلميع صورتها بالقول إن العرب يحاسبونها على آخر عقدين أو ثلاثة في حين انها حكمتهم أكثر من 500 سنة. ردّ: "أحياناً يراودهم حلم ان يكونوا الأب الأكبر والأقوى في المنطقة الكبيرة. عليهم ان يحددوا أولوياتهم. عندهم حدود أو قيود لتحركاتهم. لم يكونوا يدركون ذلك، فتجاوزوها... واصطدموا بالحائط. عليهم تحديد أولوياتهم. يريدون ان يكون لهم دور في كل شيء. علاقة جيدة مع اسرائيل والفلسطينيين، ودور في حماية السنّة العرب وفي سوريا تحديداً، ودور في مواجهة ايران وفي حلف شمال الأطلسي ومع اميركا وأوروبا. هذا فوق طاقتها. علماً انها اخطأت في رأيي بعدم إقامة حوار جدي مع روسيا". علّقتُ: معك حق في ذلك. ان احد أسباب دعم الروس لنظام الأسد في سوريا استناداً الى معلومات دقيقة هو الخوف من عودة العثمانية وهذه المرة مع إسلامية أصولية". ردّ: "تسأل عن أسباب تردد تركيا وتراجعها في الموضوع السوري. معك حق في استعمال كلمة تراجعوا. ذلك انهم اعطوا السوريين الثائرين والعرب عموماً وعوداً كثيرة جعلت توقّعاتهم كبيرة جداً، ولم يستطيعوا الوفاء بها. طبعاً انزعج السوريون والعرب منهم فتظاهروا ضدهم. اوحوا للثوار في سوريا بانتظار عمل عسكري منهم وبأمور اخرى وتراجعوا".
ما أسباب تراجع تركيا الإسلامية عن وعودها؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك