دراسة جديدة حول موقع طبيعي في لبنان كشفت معطيات غير مذكورة سابقاً عن الثروة المائيّة وما يحصل بين سدّ جنّة في نهر ابراهيم ونبع جعيتا... وصولاً إلى بيروت.
أظهرت دراسة معهد العلوم الجيولوجيّة والموارد الطبيعيّة في ألمانيا BGR أنّ 50% من المستجمع المائي لنبع جعيتا، الذي يؤمّن المياه لبيروت، متداخل مع المستجمع المائي لنهر ابراهيم، وأنّ نسبةً كبيرة من مياه النهر ومحيطه تتسرّب طبيعياً إلى نبع جعيتا من منطقة جنّة. وأكّدت الدراسة أنّ مياه سدّ جنّة، قيد الإنشاء، سوف تتسرّب حتماً إلى نبع جعيتا بسبب طبيعة الأرض الكارستيّة المتشقّقة. أمّا في حال تمّ إغلاق منافذ التسريب، وهو أمرٌ شبه مستحيل وفق المعهد الألماني، سوف ينخفض معدّل تغذية نبع جعيتا بنسبة كبيرة. وفي كلتي الحالتين، يشكّل السدّ كارثة بيئيّة واقتصاديّة سيدفع ثمنها المواطن اللبناني غالياً.
يُشير رئيس "الحركة البيئية اللبنانية" بول أبي راشد إلى أنّ "دراسة تمّ القيام بها سابقاً تكشف أنّ 70% من نباتات لبنان تقع في منطقة نهر ابراهيم، وبالتالي تُشكّل متحفاً طبيعياً أركيولوجياً كان يجدر تحويل الموقع إلى محميّة وليس تدميره".
وأضاف، في حديث لموقع mtv: "ما حصل أنّنا تقدّمنا الى وزير البيئة السابق محمد المشنوق بسؤال للحصول على دراسة الأثر البيئي، للبناء عليه، مع العلم أن وادي نهر ابراهيم مصنَّف كموقع طبيعي من نبعه إلى مصبّه، فأتى الجواب بعدم وجود دراسة واتُخذ قرارٌ بوقف الأعمال وحصل شد حبال بين وزارة الطاقة ووزارة البيئة حينها".
ولفت أبي راشد إلى أنّه "تبيّن أن شركة BGR تدرس كيفية حماية وتفعيل المياه التي تأتي من جعيتا الى ضبية ومن ضبية الى بيروت، كون المكان يُعتبَر المصدر الأهم لمياه الشفة بالنسبة الى العاصمة بيروت، وكانت نتيجة الدراسة أنّ أحد أهمّ مصادر تعبئة نبع جعيتا يقع تحت الأرض في حوض جوفيّ مُباشرةً من منطقة جنّة إلى جعيتا".
وإذ أفاد بأنّ "طبيعة الأرض كارستيّة تسمح للمياه بأن تدخل في باطن الأرض والإتجاه من جنة الى جعيتا"، كشف أبي راشد أنّه "لدينا مشكلة تسرّب ما يعني أن هناك مشروع يوقف المياه الى جعيتا فبيروت، الأمر الذي دفعنا الى تسميته بـ"أفشل مشروع" تم تنفيذه من دون دراسة أثر بيئي الأمر الذي يُثير المخاوف حيال تدمير مرج بسري".
وتابع: "كل شيء يتوقّف عند التمثيل السياسي المُقبل في وزارة الطاقة ووزارة البيئة التي تملك القدرة على توقيف المشاريع العشوائية في حين أنّ الفريق الذي استلم الوزارة في الفترة السابقة قام بتغطية بسري والمقالع وسدّ بلعا والمسيلحة حيث تمّت مخالفة القانون ومباشرة الأعمال من دون إجراء دراسة أثر بيئي".
وختم قائلاً: "ما نقوم به هو رفع الصوت استناداً الى هذه الدراسات لتوعية الشعب على المخالفات التي تحصل من تحت الطاولة ومن دون علمه".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك