عام تطوى صفحته ويمضي مثقلاً بأحداث كثيرة سيحكى عنها الكثير، ليبدأ العالم في الغد صفحة جديدة تحمل جديداً أفضل... اما في لبنان فما زلنا، عاماً بعد عام، عالقين في الصفحة نفسها! العالم كله يقلب الصفحات، الا في لبنان فالصفحة ذاتها، ولو تغيرت بعض الفواصل...
سنون مرت والكلام نفسه وتبادل الأدوار ذاته. الجميع متفق على خنق هذا الوطن وشعبه حتى "الفلس الأخير"...
الثمن لا يهم... كيف اصبح لبنان اليوم، أيضاً غير مهم! فالصراع مفتوح حتى "النفس الأخير "...
وبما اننا في "اليوم الاخير" من العام، فقد آن الأوان أيها السادة، يا من تقتلون هذا البلد كل يوم، ان ترحلوا مع رحيل العام... اجل آن الأوان ان ترحلوا وتتركوا هذا الوطن، او ما بقي من هذا الوطن بعد ان نهشتم كل نسمة حياة فيه وفي شعبه!
لقد تخطيتم بنجاح باهر المستويات كلّها...
فالكذب لا يصدق مستوى كذبكم...
والفساد لا يصدق مستوى فسادكم...
والارتهان لا يصدق مستوى ارتهانكم...
أدمنتم الكذب والفساد والارتهان لدرجة أعمت حواسكم وأذهانكم عن اي ذرّة من الحقيقة!
ارحلوا اليوم فنحن لا نريدكم... اجل لا نريدكم!
ارحلوا واتركوا لنا لبنان... او ما بقي منه.
من يسقط بسببكم كل يوم الى حضيض جديد، لن يخاف السقوط بعد اليوم، فارحلوا...
من يتنشق كل يوم السموم والموت بسبب فسادكم، لن يخاف الموت بعد اليوم، فارحلوا...
من كذبتم عليه يوما بعد يوم وسنة بعد سنة، لن يصدق اي كلمة منكم بعد اليوم، فارحلوا...
حتى "النفوس الضعيفة" التي تستزلمونها بفسادكم، لا تصدقكم!
ارحلوا، فلا الأرض تريدكم ولا الشعب يريدكم... تاريخكم واعمالكم وفسادكم وخيانتكم تشهد عليكم! آخر العنقود فشلكم بتأليف حكومتكم والوطن ينزف، بسبب صراع احجامكم وتقاسم الغنائم وتوزيع الوزارات "الدسمة" وليس الوزارات "السيادية" كما تدعون؛ لقد تنازلتم، بل "بعتم" السيادة "بخمسين من الفضة" منذ زمن... فارحلوا.
ارحلوا فالمارد سيستقيظ قريباً، الشعب سينتفض من الموت... ارحلوا فعندما ينجلي الليل ستتمنون الرحيل...
ارحلوا مع رحيل العام... فغداً فجر جديد...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك