كان يتوقع لهذه الحكومة أن تنطلق بزخم وهدوء اقله لمدة شهرين، ولكنها منذ اليوم الاول لولادتها اعطت انطباعا معاكسا. اذ ما أن انتهى الامين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل من تلاوة مراسيم التأليف واعلان اسماء الوزراء، حتى شنّ رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط هجوما صاعقا ضد الرئيس سعد الحريري، ثم ما أن نالت الثقة حتى انطلق الصراع اولا حول ملف النازحين السوريين ثم حول الصلاحيات، واخيرا على خلفية الفساد ونبش ملفات الماضي وتبادل التهم... وابواب الخلافات ما زالت مفتوحة على مصرعيها.
وفي ظل هذه الاجواء، اتت زيارة السفير المكلف متابعة مؤتمر "سيدر" بيار دوكين الى بيروت، والذي غادرها بانطابع سلبي، حيث اشار مصدر مواكب الى ان دوكين لم يكن مرتاحا للمحادثات مع المسؤولين اللبنانيين على الرغم من انه سمع منهم كلاما جميلا، لكن الثقة لا تبنى الا على التنفيذ. واضاف: الحكومة اعلنت عن اصلاحات ورئيس مجلس النواب نبيه بري وعد بعقد جلسات تشريعية استثنائية لاقرار الاصلاحات، لكن لا شيء يؤكد التجاوب، في ضوء الانطلاقة غير المشجعة للحكومة. مع العلم انه في لبنان لا يوجد استراتيجية واضحة و"العمل يتم كل يوم بيومه". اضف الى ذلك ان القوى المتواجدة في الحكومة تكنّ الحقد لبعضها البعض، كما ان الاصلاحات المطلوبة ستقضي على دور هذه الاطراف. وبالتالي هل هذه القوى ستقضي على نفسها؟ من هنا اذا كانت ستتجه الى اصلاحات فستكون "اذن الجمل".
وعن زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان، اكد المصدر ان ماكرون ما زال راغبا في اتمام هذه الزيارة، ولكن لم يحدد بعد اي موعد لها، وقد شرح دوكين امام من التقاهم من المسؤولين اللبنانيين ان هدف ماكرون "ليس زيارة نصب الجندي المجهول"، بل يريد الاعداد لجدول اعمال يؤدي الى زيارة ناجحة، والامر حتى الان غير متوفر.
كما افاد المصدر الى ان دوكين تطرق الى اهمية وضع موازنة العام 2019 كونها امر اساسي تدفع الدول المانحة الى الافراج عن القروض والهبات.
وختم المصدر: الحكومة امام تحدٍّ كبير اذا لم تنجزه سيكون الوضع في لبنان متجها نحو الكارثة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك