المفكر اليساري الفلسطيني سلامة كيلة لـ "الراي": تعرضتُ للضرب وللشتم في سوريا قبل ترحيلي إلى الأردن
المفكر اليساري الفلسطيني سلامة كيلة لـ "الراي": تعرضتُ للضرب وللشتم في سوريا قبل ترحيلي إلى الأردن

أكد المفكر اليساري الفلسطيني سلامة كيلة تعرضه للتعذيب خلال فترة اعتقاله في سورية، مشيراً في تصريح لصحيفة «الراي» الكويتية من مكان اقامته في الاردن الى أنه اعتقل في 23 نيسان الماضي «بعدما حضرتْ إلى منزلي دورية أمن من المخابرات الجوية، واقتادني عناصرها إلى فرع أمن. لم يتم التحقيق معي في تلك الليلة، بل في صباح اليوم التالي. ووُجّه إلي سؤال وحيد عن جريدة (أو نشرة) اسمها (اليساري)، وكان السؤال: أين طُبعت الجريدة؟ وقلت لهم انني لا أعرف شيئاً عنها، ورغم ذلك تعرضتُ للضرب بالكرباج. وبعدها عدت إلى الزنزانة التي وضعت فيها. وأعيد التحقيق معي بعد ظهر اليوم نفسه، وطُرح عليّ السؤال نفسه كما تعرضتُ للضرب مجدداً. وفي اليوم التالي أُخذتُ إلى الطابق الأعلى لمقابلة ضابط وعينيّ معصوبتان. كرر الضابط السؤال نفسه مع شتم وسبّ، وأُعدت إلى الزنزانة. ونُقلت لاحقاً الى المستشفى».

وعن سبب ترحيله الى الأردن، قال: «قرار ترحيلي وصلني من وزير الداخلية ولا أعرف بالضبط الأسباب، وفوجئت بقرار السلطة السورية»، معتبرا أن «المقالات التي كتبتها عن الحركة الاحتجاجية في سورية لم تكن هي الدافع وراء التحقيق».

واذا استبعد «إمكان قيام حرب أهلية في سورية رغم محاولة السلطة بشراسة جرّ البلاد اليها (الحرب الأهلية)»، معتبرا «ما يحدث الآن ثورة شعبية لإسقاط النظام»، قال كيلة «ان النظام يسعى الى نقل أزمته الى الخارج وتحديداً الى لبنان بعدما بات يشعر بأنه ضعيف. وفي السابق حاول التحرش بتركيا وفشل في ذلك، وهو الآن يريد اشعال صراعات اقليمية لإخفاء تفككه وعجزه الداخلي، ويعتقد أن تصدير الأزمة سينقذه».

وهل يمكن أن تتكرر التجربة المصرية في سورية بمعنى سيطرة الإسلاميين على الحكم، اعتبر أن «الأرضية في سورية غير مؤهلة لتكرار التجربة المصرية».

وردا على سؤال عن تقويمه لأداء «المجلس الوطني السوري»، رأى المفكر اليساري الفلسطيني ان «المجلس الوطني السوري تأسس في الأساس لدوافع خارجية، وهذه نقطة ضعف أساسية يعانيها على مستوى بنيته. يضاف الى ذلك أن الكثير من المشاركين فيه لهم لون طائفي معيّن، وهذا يؤثر في شكل سلبي على الحراك الشعبي في الداخل. والمجلس الوطني دوره سلبي وأعتقد أن العامل الخارجي الذي ساهم في تشكيله سيؤدي الى تفككه والى تفاقم الصراع بين أطرافه»، معتبرا من ناحية أخرى أن «الدعم الروسي للنظام السوري هو الذي منع التفكك السريع، والروس حتى الآن يرفضون رحيل بشار الأسد، وأي حوار يمكن أن يجري لا معنى له لأن الثورة السورية لن تتراجع عن إسقاط كل رموز النظام. وبالتالي فإن أي حوار قد يحدث سيكون على حساب الشعب السوري، وإذا استمرت روسيا بهذا النهج فستخسر كثيراً»، مشيرا في المقابل الى أن «أميركا تريد استمرار الصراع في سورية ولا تريد للثورة أن تنتصر، كما أنها تريد إطالة عمر الصراع رغم دعوتها الخجولة الى تنحي الأسد».