أكد مصدر قيادي في "8 آذار" أن الأزمة السورية انتقلت بالفعل إلى لبنان, بحيث لم يعد الحديث عن النأي بالنفس مجدياً, مشيراً إلى أن تلك الأزمة دخلت في المربع الأخير الذي سيشهد حسماً عسكرياً لن يكون لبنان بعيداً عنه.
وكشف أن الخطاب الأخير للرئيس السوري بشار الأسد حدد ملامح المرحلة القريبة المقبلة, فتضمن إعلاناً ضمنياً بفشل مبادرة كوفي أنان, وإيذاناً بتحول الوضع في سورية إلى حرب مفتوحة لن يتأخر النظام في حسمها.
واعتبر أن لبنان معني بتلك الحرب, لأن ثمة تركيزاً عربياً وغربياً على جعل شماله قاعدة خلفية للمعارضة السورية, وملاذاً آمناً للعسكريين المنشقين, الذين سيضطرون للانسحاب إليه إذا بدأ الحسم العسكري, تماماً كما حصل في معارك حمص الأخيرة, وخصوصاً في حي بابا عمرو, وبالتالي فإن القيادة السورية حضت حلفاءها في لبنان على التحرك بفعالية لمنع تكريس هذا الواقع.
وتوقع المصدر عبر صحيفة "السياسة" الكويتية تسخين الوضع مجدداً في الشمال وفي بعض مناطق البقاع, حيث بات يتواجد آلاف اللاجئين السوريين, في وقت تتكرر محاولات تهريب السلاح إلى الداخل السوري وآخرها من بلدة عرسال (وفقاً لوكالة "سانا" السورية), مع تزايد الحديث عن إقامة مستشفيات ميدانية غربية في المناطق الحدودية التي تجمع سورية مع كل من لبنان والأردن وتركيا, والتي ستتحول إلى ستار لقواعد عسكرية للمنشقين.
ولم يفصح المصدر عن الإجراءات التي تتخذها قوى "8 آذار" للمساهمة في الحسم العسكري لجيش الأسد, مؤكداً أن لبنان لن يكون قاعدة خلفية للمعارضة السورية بأي شكل من الأشكال.