دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تعزيز قيم أوروبا لمواجهة "عودة المخاوف الكبرى" التي تغذي "الإعجاب بالأنظمة الاستبدادية".
وفي خطاب ألقاه أمام الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في ستراسبورغ رسم ماكرون صورة قاتمة لوضع العالم على خلفية "التراجع غير المسبوق للنظام التعددي".
وقال "إن قيمنا ومبادئنا تلقى أيضا معارضة في الداخل (داخل أوروبا) وسط هذا التسارع الكبير للتاريخ الذي نعيشه. إنها تصطدم بالتهديد الإرهابي، والتغيرات الرقمية والمناخية والديموغرافية، وأزمة الرأسمالية المتعولمة، التي لم تعرف معالجة مسألة التفاوت. وراء كل هذه الظواهر هناك منطق وديناميات، تكون أحيانا مختلفة تماما، لكنها تحصل في الوقت نفسه وتسجل عودة المخاوف الكبرى التي نشهدها تعود الى الظهور في كل مكان. ويضاف إليها أيضا الابتعاد عن المنطق والخوف من العالم، وفقدان الثقة بما نحن عليه".
واعتبر أنه بمواجهة هذا الواقع "هناك سبيلان متعارضان تماما يتعززان: الإنطواء على الذات واللجوء إلى الدولة القوية مع إعجاب متنام لشعوبنا بالأنظمة الاستبدادية"، وهو ما "سيكون خطأ تاريخيا ويدفعنا الى حالة من الضياع". والسبيل الآخر هو "الوهم" الذي يؤمن به أولئك الذين "يرغبون بأن يكون العالم مختلفا عما هو عليه".
ودعا ماكرون إلى "عدم الإنجرار وراء أي من هذه السبيلين" بل "أن نجعل ديموقراطياتنا أكثر متانة من خلال استعادة كل ما يجعل منا أوروبيين" أي "رفضنا للإضعاف ولكن في أطار الدفاع عن الحقوق" الديموقراطية.
وقال إنه يعتمد في ذلك على مجلس أوروبا الذي يحتفل بالذكرى السبعين لتأسيسه.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك