ما شاهده اللبنانيون خلال التظاهرات الشعبيّة يوم الأحد في مختلف المناطق، أحدث دهشةً لناحية التوتّر غير الطبيعي الذي ينتاب الشعب اللبناني جرّاء الأوضاع الإقتصادية التي يعاني منها.
الشعب اللبناني اليوم كما لم نرَه سابقاً. توتّر وقلق وإحباط فاقوا وضع الناس في الحرب الأهليّة اللبنانية... فكيف ستكون الحال في الآتي من الأيّام؟
في هذا السياق اتصلنا بالطبيب المتخصّص بالشؤون العصبيّة الدكتور إيلي كرم، في حديث لموقع mtv، وقال بأنّ "ما يحصل مع المواطن اللبناني قد يكون له علاقة بالأزمات الإقتصاديّة والمعيشيّة التي تُثقل كاهله يومياً".
وأمام مشاهد الغضب والإستياء التي ظهرت يوم الأحد، يشرح أنّ "هذا التوتّر في حال تفاقمه قد يكون نتيجة هذه الضغوطات الإقتصادية وتأثيراتها على الحالة النفسية. فعند وجود ضغوطات نفسية عامةً إن كانت هذه من جراء الحالة الإقتصادية، أوالأمنية أو البيئية، وحسب التركيبة المزاجية الشخصية، تكون ردة الفعل ازدياد في الإنفعال أو القلق أو الإكتئاب وبالتحديد إذا حصلت إنفعالات شديدة، قد تؤدي إلى تصرّفات شاذّة".
فيرى كرم أنّ "في حال ازدياد الإنفعالات يُصبح الشخص سريع الإنفعال من دون أن يقوم بخطوات بنّاءة، و قد تنحصر تصرّفاته الجديدة على أفعال عشوائيّة، لذا على كلّ شخص أن يقوم بتشخيص ذاتيّ تفادياً لحالة الإنفعال الشديد التي تنتج عنه خصوصاً إذا كان هو أصلاً شديد الإنفعال"، متابعاً: "أما إذا ازداد قلقه وكآبته، فعليه مراجعة سيرته الشخصية وتركيبته المزاجية التي سبقت هذه الضغوطات، فمثلاً إذا كان قلق المزاج أصلاً، يزداد قلقه بعد هذه الضغوطات".
وأضاف كرم: "عدة دراسات عالمية أشارت إلى أنه في حالات الضغوطات المالية القوية والتي تستمر على فترات طويلة، تزداد في بعض الحالات نسب الإنتحار، لكن ليس هناك ما يشير في لبنان إلى أن هذا الأمر أصبح حاصلاً".
وعند سؤاله عما قد ينذر عن حالات الإنتحار، قال الدكتور كرم: "فقدان الأمل الشديد المقترن بالإكتئاب والإنزواء الشديدين وقلة النوم هي عوارض الإكتئاب الشديد وتزيد خطر الإنتحار في هذه الحالة".
كما أكّد كرم على ضرورة "طمأنة الناس وعدم زرع الخوف لديهم ويقع دور مهم على المسؤولين بما فيهم وسائل الإعلام بنشر المعلومات الإقتصادية وما يدور حولها من انفعالات بموضوعية كاملة وليس فقط التركيز على الجانب السلبي".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك