أكد رئيس "تيار الكرامة" النائب فيصل كرامي أن "القضية الفلسطينية، التي تمثل بالنسبة لي البوصلة الحقيقية التي ما زالت موجودة في الوجدان رغم كل التقصير الحاصل في المناهج الدراسية"، ورأى ان "قرار وزير العمل نابع من عدة محاور، اولها له علاقة بالسياسة وبخلفية القوات اللبنانية وتاريخ القوات مع القضية الفلسطينية ومع القضايا العربية كلها بالاضافة إلى التحجج بالقانون والجدل حول الوضع الاقتصادي المتردي في لبنان".
كلام كرامي، جاء خلال استقباله في دارته في طرابلس، وفدا من الفصائل الفلسطينية، لشكره على الكلمة التي اثارها في جنيف.
ضم الوفد، جلال وهبة عن حركة "فتح الانتفاضة"، جورج عبد الرحيم عن "جبهة النضال"، عاطف خليل عن :الجبهة الديمقراطية"، علي الامير عن "القيادة العامة"، ابو نجيب عن "منظمة الصاعقة"، بسام موعد ابو اللواء عن "الجهاد الاسلامي"، ابو سليم عبود عن "حركة فتح"، ابو وسيم مرزوق عن "حزب الشعب"، احمد ابو القاسم عن "جبهة التحرير الفلسطينية".
وتحدث موعد بإسم الوفد، فقال :"انتم منارة لكل الناس الوطنيين والشرفاء في هذا البلد الذين قالوا كلمة حق تجاه القضية الفلسطينية، وهذا مفخرة بالنسبة لنا ولإرث المرحوم عبد الحميد كرامي والمرحومين الرئيسين رشيد وعمر كرامي، وانت ارث لهم ، وانتم تنتمون الى الوطنية والقومية والعروبة، لذلك عليكم حمل كبير ومسؤولية تجاه القضية الفلسطينية، وتجاه اخوان لك سيكونون الى جانبك من اجل القضية الفلسطينية، وانت تمثل جيل الشباب ونتطلع لمستقبل واعد بوجودكم ، ونحن كفلسطينيين نعوّل على أشخاص مثلك، يحمل لواء القضية الفلسطينية، وهذه الازمة الاقتصادية التي مرت على لبنان أثبتت من يضيف ومن ينقص في الاقتصاد اللبناني، وهذه المشكلة المفتعلة مع العامل الفلسطيني ورب العمل ستعكر الوضع وهذا ما لا نتمناه، لذلك نتمنى ان يكون لكم صرخة ونداء بكفى. ووزير العمل ما زال مستمرا في قراره رغم انه صرح بغير ذلك، وما زالت المخالفات تقع على عاتق الناس، وكل الأوراق واضحة ومثبتة ولكن المشكلة هي في تشغيل الفلسطيني، لذلك سطروا المخالفات بحق أرباب العمل. وهذا خلق بلبلة في الشارع الفلسطيني ونحن نخاف من ردة فعل عفوية من أي متضرر، لذلك نطلب ألا يضغطوا علينا كي لا نقع في دوامة المشاكل. نحن نعرف المشكلة التي تربطك مع الوزير المعني او فريقه السياسي، ولكن نتمنى ان يكون هناك اصدقاء يستطيعون إيصال المشكلة كما هي".
بدوره، أكد خليل على "المواقف الوطنية العروبية للنائب كرامي وكلمته في مؤتمر جنيف التي دعت لاحقاق الحقوق الفلسطينية"، معتبرا أن "مواقفه تعبر عن حال الشعب الفلسطيني اللاجىء في لبنان، وما يتعرض له من ضغوط ومعاناة"، شاكرا له "وقوفه الى جانب اقرار الحقوق الانسانية للاجئين في لبنان، وتعزيز نضالهم من اجل العودة الى فلسطين".
ورحب النائب كرامي بـ "الوفد الفلسطيني"، وقال: "أريد أن أؤكد أنني لست بحاجة لشكر، وأنا دائما أقول وأكرر أن اهلي لم يورثوني المال ولا العقارات ، بل أورثوني مبادئ وأهداف وكرامة وعزة نفس، والقضية الفلسطينية، التي تمثل بالنسبة لي البوصلة الحقيقية، ولحظة تشتت الناس عنها ستضيع كل الخريطة، فهي الأساس، لذلك حرصت في اول إطلالة دولية لي ومن على منبر الأمم المتحدة ان اتحدث عن حقوق الانسان ومن خلالها عن القضية الفلسطينية، ولا أخفي سرا أنني لم أصدق كمية ردات الفعل التي تلقيتها من كل العالم بما فيه فلسطين ولبنان، على هذه الكلمة، وخصوصا الجيل الجديد في كل دول العالم الذي استمع لي بتأثر كبير. فالحمدلله أن هذه القضية ما زالت موجودة في الوجدان رغم كل التقصير الحاصل في المناهج الدراسية تجاه القضية الفلسطينية وتركيزنا على موضوع الجيل الجديد، زد على ذلك زيارة السيدة فدوى البرغوثي الاحد الماضي، حاملة رسالة من السيد مروان البرغوثي، واتفقنا على خريطة عمل سنعرضها عليكم، ومن خلالها نستطيع إحياء القضية في وجدان الجيل الجديد. فأولادي وأولاد أصدقائي لا يعرفون عن القضية الفلسطينية الا ما قل ومن رحم ربي طبعا، وهذا بسبب المناهج الدراسية. وانا تعلقت بهذه القضية نتيجة التربية التي تلقيتها من أهلي، الذين أخبرونا وزرعوا فينا قيمة فلسطين والقدس عربيا ودينيا، وقد حضرنا برنامج كامل مع مركز دراسات، لشرح القضية الفلسطينية، والأهم هو الحجج الاساسية ،التي نستطيع من خلالها مقارعة العقل الاسرائيلي في المفهوم الغربي ، وهذا جدي وأساسي. وحين خرجت من المؤتمر في الأمم المتحدة استمعت للمنطق الاسرائيلي في الجلسة نفسها، وهو منطق أعوج ولا حجج ولكن فعلا، القوي بقوته، وقد قلت لهم بعد خروجي ان كل الكلام الذي قلناه لا يساوي رصاصة من المقاومة، وهذا ما يؤثر على مسار القضية".
أضاف: "اليوم لا شك أيضا أن للكلمة قوتها في المحافل الدولية، فكل شيء بدأ بكلمة، حتى الدين، وديننا يقول: وجادلهم بالتي هي أحسن، فالعلم والفكر اساس، ولكن علينا تحضير الأجيال القادمة لتحمل لواء القضية".
وتابع: "في ما يخص قرار وزير العمل، فهو نابع من محاور عدة، اولها له علاقة بالسياسة وبخلفية القوات اللبنانية وتاريخ القوات مع القضية الفلسطينية ومع القضايا العربية كلها، والمحور الثاني نابع من القانون، او انه يتحجج بالقانون لان القانون يسمح له بذلك، والمحور الثالث نابع من الوضع الاقتصادي، وكلكم تعرفون ان "القلة بتولد النقار"، وهي نتيحة الوضع الاقتصادي الحاصل وقد اصبح لبنان كفريق فوتبول، حين يفوز يمدحون المدرب وحين يخسر يحتارون برمي الاتهامات، حتى بتنا نتوه عن السبب، هل هو اللاعب او المدرب او الحارس او غيره، هذا ما يحصل معنا في لبنان، فالبعض يقول انها بسبب اميركا، وآخرون يقولون بسبب العمالة السورية والفلسطينية، وأناس يقولون ان سلسلة الرتب والرواتب والبعض يقول المتعاقدين وآخرون يقولون المتقاعدين، لذلك احترنا من سيكون شماعة فشل دولتنا الكريمة، والحقيقة ليست هنا، بل في الفساد والهدر والسرقة. لذلك أنتم كفلسطينيين من ضمن هذه الشماعات، وكل ما قلناه سابقا في بقاعصفرين وأشدد على بقاعصفرين اننا مع تطبيق القانون".
أضاف: "نحن اليوم مع تطبيق القانون ومع مراعاة الحساسية الفلسطينية، ونحن مقتنعون ان هناك استهدافا لنا، فجأة قرارات دولية، صفقة القرن ، تهويد القدس، تخفيض تقديمات الأونروا، وقرار وزارة العمل الذي جاء رغم كل الأزمات في لبنان من النفايات الى سعر الدولار وغيرها، ليطبق قانونا غير عادل، فما هذه الصدفة؟ طبعا هناك رابط ، وهذا غير مستغرب، والمستغرب هو موقف الآخرين الذين نعتبرهم من جونا السياسي الذين أثنوا على قرار الوزير، فنحن جسم واحد، وحين يفتح أحدنا ثغرة في هذا الجسم، يتوقف الجسم بأكمله، من ناحية أخرى، حتى التحركات الفلسطينية كانت في الفترة الاولى نشيطة جدا، ثم هدأت، وكأن هناك رضى ، وكما لاحظنا ان حلفاءنا في المجلس رضخوا للأمر الواقع، ربما نتيجة الضغوط الدولية والإقليمية ودقة وحساسية الوضع الاقتصادي، ومن ناحية اخرى، ضعف التحركات الفلسطينية، وأنا أتذكر أننا في كل صباح من جلسات مجلس الوزراء، كنا ندعو لمعالجة الامر خوفا من تفجير الوضع الأمني في المخيمات. لذلك برأيي علينا تحديد الأولويات، فالاستقرار اللبناني ضروري لنا جميعا كلبنانيين وفلسطينيين، والوضع الاقتصادي صعب، والتعاطي مع الأجهزة الامنية بإيجابية، وان نضغط كلنا في اتجاه واحد ، وهو إصدار المراسيم التطبيقية من قانون 129/128 ومراعاة الفلسطيني في لبنان بشكل استثنائي".
وختم: "أشكركم على هذه الزيارة وانتم تعرفون انه بزيارة او بدونها، بطلب او بدونه فأنا من السباقين للنضال من اجل هذه القضية لإيماني بأهميتها وبالمصلحة اللبنانية. فالوضع الفلسطيني غير المستقر حكما سيؤثر على الواقع اللبناني. اهلا بكم وهذا بيتكم".
بعد ذلك استقبل كرامي، وفدا من رابطة طلاب الشمال. وعرض الوفد آخر الأنشطة الثقافية والتربوية المخطط لها في مدينة طرابلس، كما بحثت الرابطة تعديل ملف الزامية ومجانية التعليم في لبنان وفرض لجنة رقابية تعنى بمتابعة عمل هذا القانون.
وأشار الوفد إلى التحضير لنشاط في ذكرى الإستقلال السنوي الذي يقام بالتعاون مع قطاع الطلاب في تيار الكرامة، في الرابطة الثقافية على أن يوسع ويضم فاعليات سياسية ووطنية.
من جهته، أكد النائب كرامي "استعداده التام للإلتزام بطرح تعديل على قانون إلزامية ومجانية التعليم" ، كما أكد دعمه "أي نشاط ثقافي إجتماعي يصب في مصلحة إنماء المدينة، وأن نشاط ذكرى الإستقلال هو رمز وطني يعني الكثير لطرابلس وأهلها الذين قدموا رجالهم شهداء في سبيل العيش الكريم، أمثال الراحل الكبير الشهيد عبد الحميد كرامي".
وفي الختام، شكر مسؤول رابطة طلاب الشمال عبد القادر الأيي،النائب كرامي على حسن الإستقبال ومبادرته وحماسه الدائم في خدمة الشباب.
كذلك استقبل النائب كرامي وفدا آل عرداتي في طرابلس وشخصيات.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك