عقدت عائلة رئيس "اللجان الإسلامية" في طرابلس الشيخ كنعان ناجي، لقاء في منزل العائلة في أبي سمراء، على خلفية إستمرار توقيفه منذ بضعة أيام.
وحضر اللقاء النائب محمد كبارة، أحمد الصفدي ممثلا الوزير السابق محمد الصفدي، النائب السابق خالد ضاهر، مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار، رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق، المنسق العام لتيار "المستقبل" في طرابلس ناصر عدرة، رجال دين وأبناء العائلة.
وتحدث في اللقاء فادي السكري صهر الشيخ ناجي، فقال: "نجتمع في منزل الشيخ كنعان ناجي، الذي لطالما كان يردد أني ولدت في هذا البيت، قبل ما يقارب 70 عاما، ولم أتركه، ويحب مدينته، التي بذل من أجلها كل شيء، ولم يتخل عنها، والتي كان يريدها ساحة لتلاقي الجميع، فيها فسحة للعيش المشترك، وفيها مجال للحرية لكل الناس، وهذا ما نريده له".
وتوجه بالشكر إلى "سماحة مفتي طرابلس الدكتور الشيخ مالك الشعار، على رعايته هذا اللقاء وجميع الحاضرين"، لافتاأن "ما نريده، هو أن تزول هذه الغمة عن الشيخ كنعان، ونحن نتكلم باسمه وباسم كل شخص مكروب، ونأمل أن يفرج الله تعالى كربه".
بدوره، قال الشعار: "أنا أريد أن أخصكم بالتحية وبالشكر الكبير، لأن التصرفات التي صدرت منكم جميعا، ومن أبناء أبي سمراء وطرابلس، كانت تصرفات مشرفة، تدل على خلق المدينة وعلى تحضرها، وعلى أنها مدينة تستوعب الحدث، وتدرك أنه ليس مطلوبا بذاته، هذا الادعاء مهم، وهذا جزء من الفقه السيادي في حياتنا، لأن رباطة الجأش، ولأن الصبر، من أهم أنواع السلاح، الذي نستخدمه في مقاومة المكائد والمؤامرات واستهداف الأفراد، أو الجماعات، أو المدينة طرابلس".
أضاف: "أنا أحييكم جميعا، واسمحوا لي باسمكم أن أحيي هذا البطل النائب محمد عبد اللطيف كبارة، الذي تابع الموضوع منذ ليلة توقيف الشيخ مع المسؤولين جميعا، والحق يقال ينبغي أن ينسب الفضل إلى أهله، وأنا فخور بأن يكون هناك كتف، مثل كتف أبو العبد (النائب كبارة) يحمل معنا هموم المدينة وهموم إخوانه".
وتابع: "لا أعلم أحدا من السياسيين تخلف ممن قصدناه وتحدثنا معه، المهم الأساس الذي أحب أن أبشركم به، هو أن قضية الشيخ كنعان، ليست قضية أمنية أبدا، أنا مسؤول عن كلامي في لقائي مع قائد الجيش، ولقائي مع مدير المخابرات، كلاهما أكد وبموعد منفرد عن الآخر، أن القضية ليس لها علاقة بكل التحقيقات، التي أجرتها الأجهزة الأمنية، وأكثر من ذلك بعضهم فوجئ لماذا أوقف الشيخ كنعان؟ هذا الكلام أثمنه عاليا وأعتبره وساما على صدر المدينة، لأن الكلام الذي صدر من بعض النفوس الضعيفة من فئات حزبية رخيصة، للأسف كان مؤلما، ولا يدل لا على انتماء وطني، ولا على فهم وطني".
وأردف: "سامحوني إذا ذكرت مكررا، القضية تحتاج منا أن لا نقابل الآخرين لا بمواقفهم ولا بأخلاقهم، نحن أمة عبر التاريخ، أمة تبني حضارة وأوطانا ومجتمعات وأمة لا تعرف معنى لا الهستيريا ولا ردات الفعل، الآخرون أرادوا من هذا الحدث أن يجروا الكثير من أبناء المدينة إلى ردات فعل، والحمد لله كانت المدينة أوعى، وعلى درجة من الوعي أكثر أيضا".
وأشار إلى أن "الشيخ كنعان كاد أن يكون معنا يوم الجمعة، وقدم ما يسمى بسند كفالة، إلا أن رئيس المحكمة فاجأنا أن هناك قضية أخرى، لما يحدد موعدا لها، ولو كان متجاوبا وحدد موعدا في نفس الوقت، كنا ظفرنا بعودته يوم الجمعة، وأتينا بإذن الله سالمين غانمين"، مؤكدا "نحن بإذن الله، سنثبت للعالم ولأهل لبنان، أن هذه المدينة تعتز بقيمها الدينية وبأخلاقها، وهذا ليس له علاقة بالضعف على الإطلاق".
وقال: "أنا آمل بإصالاتنا، غدا أن يكون الإفراج الكبير وباسمكم جميعا، وباسم أخي ابو العبد، أنا أحيي الشيخ سعد الحريري، الذي قام بالإجراءات، والله العظيم، لقد أحرجته في نفس الوقت، وأنا من الناس، الذين يتحدثون مع الشيخ سعد، كما أتحدث مع أي واحد منكم، ومع أبو العبد، وقلت له(يا شيخ سعد الآن ،البلد تغلي) فأجابني (صبرك سأتصل الآن) وقد فعل، إلا أن رئيس المحكمة فاجأنا من الناحية القانونية، أنه لا يتم الإفراج بسند كفالة، إلا إذا حدد الموعد الثاني لهذه القضية".
أضاف: "أنا آمل غدا أن أحمل إليكم بإذن الله خبرا سارا أكثر، وأن يكون معنا الشيخ كنعان غدا، أو بعد غد، وليس الأربعاء، فلا تنزعجوا، ولا تفقدوا إيمانكم، والله كنت مثلكم وأكثر، وكنت على درجة عالية من الحماسة، لكني أدركت من خلال فهمي للقرآن ولسيرة النبي، وفهمي للأحداث، ومن خلال معرفتي بالرجال الأكفاء، أدركت أننا سنحصل بالرفق ما لا نحصله بغيره".
وختم "نحن مسؤولون والكثير من الآخرين لنا بالمرصاد، ولكن نتصرف بعفوية، لأننا مجبولون بالأخلاق الدينية والإسلامية. إطمئنوا وتحيتي وتقديري لأهل أخي الشيخ كنعان، أبلغهم ذلك، وبإذن الله يعود إلينا سالما غانما".
من جهته، اكتفى كبارة بالقول: "إن شاء الله نصل إلى نتيجة طيبة، وسماحته سيواصل مساعيه في هذا الموضوع، لا سيما لجهة أمرين، أولهما يتعلق بتعيين الجلسة القادمة، حتى يمكن إصدار سند الكفالة، وثانيهما متابعة الموضوع مع قاضي التحقيق، ليتم إخلاء السبيل، وأنا أشكرك سماحة المفتي، كما أشكر الرئيس سعد الحريري، لاهتمامكما بقضية الشيخ كنعان، ولذلك جئنا إلى منزل الشيخ كنعان، لنؤكد جميعا متابعتنا واهتمامنا بقضية عودة الشيخ كنعان إلى اهله وأحبابه".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك