أكدت الملكة سيلفيا، ملكة السويد ورئيسة مؤسسة "منتور" العالمية أن "اللبنانيين في الخارج حققوا نجاحا كبيرا"، معتبرة أن "في جينات الشعب اللبناني قوة، إذ انه، وعلى الرغم من الصعوبات السياسية التي يتحملها، قوي بما يكفي لمواجهة الصعوبات"، معتبرة أن "اللبنانيين شعب رائع".
وفي ما يلي نص المقابلة:
وردا عن أفضل إنجاز لمؤسسة "منتور" الدولية قالت في حديث الى "الوكالة الوطنية للاعلام": "كان الوضع صعبا للغاية قبل 25 عاما مع كل المخدرات التي بدأت تصل إلى الدول الأوروبية، لذلك قمت بتأسيس منتور الدولية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وقد واجهنا معا خطر مشكلة المخدرات المتصاعدة".
أضافت: "نحن مؤسسة خاصة للوقاية، لذلك، بطريقة ما، نقوم بكل الأعمال التي ينبغي للحكومة القيام بها. وأرى أن الأكثر روعة في ذلك، هو أن لدينا العديد من الأصدقاء الذين يساعدوننا دائما ويدعموننا ويشاركوننا أفكارهم. لدينا منتور الدولية في السويد وألمانيا والولايات المتحدة ودول البلطيق. منذ 15 عاما، وصلت منتور الدولية إلى العالم العربي من خلال منتور العربية وجاءت هذه الخطوة المهمة للغاية من خلال رجل نبيل من دبي اتصل بنا وقال إنه سمع عن منتور الدولية وكان يأمل مساعدة مؤسستنا في حل العديد من المشكلات الناشئة في العالم العربي. لذلك أراد مقابلة منتور الدولية للبحث في كيفية المساعدة وبالتالي ، فقد عقدنا اجتماعنا الأول. وما لا يمكنني أن أنساه أبدا، هو أن هناك حوالى 70 شخصا من المنطقة العربية يتشاركون في مشاكلهم، والتي لم أدرك وجودها حقا، حتى ذلك الحين. بعد هذا الاجتماع ، قررنا وبدأنا العمل معا. ومع ذلك ، منذ بداية منتور الدولية قبل 25 عاما، كان الأمير السعودي طلال بن عبد العزيز آل سعود ، يقدم لنا دعما كبيرا. لقد كان شخصا يتمتع برؤية رائعة للتطوير المستقبلي ، ناهيك عن توقع الوضع في العالم العربي. منذ البداية، كان حاضرا ويزودنا بأفكاره الرائعة - لقد كان فاعلا. ومع ذلك، ومع تقدمه في السن، طلب من ابنه الأمير تركي الانضمام إلينا. في الوقت الحاضر، الأمير تركي بن طلال هو رئيس منتور العربية.
وعن الفرق الذي تحدثه منتور الدولية في حياة الشباب في كل أنحاء العالم، بما في ذلك اللاجئون الشباب؟ قالت: "لدينا العديد من اللاجئين في السويد. لقد رحبنا بأكبر عدد من اللاجئين في السويد مقارنة مع الدول الأوروبية الأخرى. لذلك، لدينا أشخاص من منتور الدولية في السويد يتعاونون مع العديد من المدارس التي تستضيف الطلاب اللاجئين. لقد اتصلت بهذه المدارس، ونحن الآن نعقد اجتماعات دورية نتحدث عادة إلى المعلمين وإلى الأطفال أيضا. بمجرد ما أن سألت شخصا لماذا تريد أن يكون لديك منتور، أجاب:" لأنني لاجىء، ولا أعرف الكثير عن السويد، ومع ذلك ، فأنا أعلم أنني بحاجة إلى بعض المساعدة، وأرغب في الدراسة لكي أصبح محاميا. أريد أن أساعد والدي وعائلتي ، وأريد أن أعيش حياة جيدة ومستقبلا أفضل وأعرف حقيقة أن المرشد يمكن أن يساعدني في تحقيق ذلك". كان هذا الشاب سعيدا جدا بمساعدة منتور. لا يمكن أن يكون الجميع مرشدا، لهذا السبب اخترناهم بعناية، إنهم عادة أشخاص ذوو شخصيات رائعة، يتمتعون بالقدرة على مساعدة الشاب على اتخاذ الخيارات الصحيحة لحياة أفضل. لذا بمجرد ما أن سألت معلما: "لماذا أنت معلم؟" قال: "أشعر دائما أنه من المهم مساعدة الشباب ، ولكي أكون أمينا، لدي طفلان عمرهما 13 و 15 عاما. وأجد صعوبة في فهم ما يتحدثون عنه عادة. لا أفهم لغتهم وموسيقاهم ورسالة موسيقاهم. أخفقت في فهم الأشياء التي يتحدثون عنها، ولا أعرف حتى من هم أصدقاؤهم. ولكن الآن بعدما عملت مرشدا لمدة عامين ، فقد تعلمت كل شيء. الآن ، يمكنني حقا أن أكون معلما لأطفالي".
وعن مناطق العالم التي وجدت صعوبة في تنفيذ أهداف منتور الدولية، وكيف تواجه هذه التحديات؟ قالت: "نحن نواجه التحديات في كل مكان. حتى في بعض البلدان التي يعتبر فيها معظم الناس أن السلام يسود وأن كل شيء هادىء ومنظم، فإننا نواجه بعض أنواع التحديات الأخرى. على سبيل المثال يتم في بعض هذه البلدان قوننة المخدرات، قد نواجه أيضا تحديات مع الشباب الذين لديهم مجموعة مختلفة من المعتقدات عند معالجة تعاطي المخدرات. في الوقت الحاضر، يعتقد بعض الناس أنه إذا أراد الآخرون تناول المخدرات، فيجب احترام قرارهم لأنهم يفضلون عدم التدخل في أمورهم. هذا خطير جدا ومقلق. ولكن بعد ذلك عندما أسأل الأشخاص الذين لديهم وجهات نظر متجانسة، "متى تخطط لإنقاذ صديقك؟" يمكن أن يكون الجواب مطابقا لجواب صديقه، "إذا كان شخص ما يرغب في تعاطي المخدرات ، فهذا شأنه". وبالتالي فإن النقطة المهمة هي أنه إذا كان بلد ما يعمل بهدوء من دون أي مشاكل ، فإن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال عدم وجود تحديات، ومع ذلك ، في المنطقة العربية، هناك أنواع أخرى من التحديات، هناك عدم استقرار سياسي وخلافات يومية ما يجعل الشباب يشعرون بعدم الأمان ويسبب لهم القلق لدرجة أن البعض قد يلجأ إلى المخدرات. ووفقا للاحصائيات الحديثة، يعاني أربعة من كل عشرة في المنطقة العربية من القلق، وهذا عدد كبير جدا. يجب القيام بأمر ما حيال ذلك".
وعن كيفية مساعدة "برنامج توجيه الشباب" الشباب العربي بجدية على سماع صوت السياسيين من قبل صناع السياسة؟ أجابت: "هذا سؤال جيد. لقد كان الأمر رائعا مع منتور العربية. على سبيل المثال، استقبلني الرئيس اللبناني أمس ، ليس فقط بصفتي ملكة السويد، ولكن أيضا كرئيسة لمؤسسة منتور. لذا، أتيحت لنا الفرصة للتحدث عن منتور الدولية وعن المخدرات والعديد من الامور المختلفة التي يواجهها الشباب اليوم. لقد أبدى رئيس الجمهورية وزوجته وكذلك ابنته (كلودين) اهتماما كبيرا وكذلك رئيس الوزراء الذي يرعى منتور العربية.الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء ووزير التربية وغيرهم كثر على دراية بالمشكلة، وهم جميعهم يشاركون في الجهود المبذولة لحلها. أعتقد أنهم متعاونون مع منتور الآن، وهم يدركون اهمية ان يستمعوا إلى ما يقوله الشباب".
وعن التحديات التي واجهتها بصفتها ملكة، أجابت: "الحياة صعبة. في البداية كان كل شيء جديدا بالنسبة إلي وبخاصة ان لدي خلفية مختلفة، وعندما تزوجت من ملك السويد. كان بالتأكيد شيئا جميلا للغاية ، لكنه مختلف تماما. ولكن على الرغم من كل هذا التغيير ، بقيت القيم كما هي بالنسبة إلي. وكان علي أن أحمل قيما جيدة أينما ذهبت. كان صاحب الجلالة، ملك السويد، رائعا للغاية حيث ساعدني وكان مرشدا لي. الملكة انغريد من الدنمارك كانت رائعة أيضا وساعدتني. بالطبع ، كان الشيء الوحيد الذي يمكنني قوله هو: "سأبذل قصارى جهدي" ، ولكن مرة أخرى، كان علي أن أتعلم كل شيء: كيف يفكر السويدي ويعمل والأهم من ذلك كيف يتحدث السويدي. كنت في عالم جديد تماما".
وعما إذا كان هناك من رسالة محددة تريد توجيهها إلى اللبنانيين؟ أجابت: "لقد عشت عشر سنوات في البرازيل حيث يعيش الكثير من اللبنانيين، وقابلت عددا كبيرا منهم. إنهم يبلون بلاء حسنا في البرازيل، وهم أناس يعملون بجد. لقد حققوا نجاحا كبيرا، لذلك أعتقد أنه في جينات الشعب اللبناني قوة، إنه وعلى الرغم من الصعوبات السياسية التي يتحملها، قوي بما يكفي لمواجهة الصعوبات. اللبنانيون شعب رائع".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك