أقرن حزب القوات اللبنانية خطابه بالفعل، حيثُ أعلن رئيسه سمير جعجع إستقالة الوزراء الأربعة من حكومة سعد الحريري على وقع الاحتجاجات الشعبية العارمة المنادية بإسقاط العهد برمّته.
إستقالة الحكومة يُعدُّ مطلباً قواتياً سبق التّحرّكات الشعبية بأسابيع، حين طالب جعجع في إجتماع بعبدا الاقتصادي في الثاني من شهر أيلول ٢٠١٩ بإستقالة الحكومة والتوجّه نحو حكومة تكنوقراط.
وتراكمت سلسلة المواقف منذ معارضة "القوات" لموازنة ٢٠١٩ لعدم إرتقائها لمستوى التّحدّيات، واستمرّت مع مناقشات موازنة العام ٢٠٢٠ حيثُ منحت الأولويّة لإقرار إصلاحات جذريّة قبل إقرار الموازنة لاعتبارها أنَّ الغوص بالبنود العاديّة لن يُغيّر من المعادلة الاقتصادية والمالية السلبية.
ومع دخول معظم أفرقاء الحكومة في حالة من الالتفاف على القرارات وتفريغ دور اللجنة الوزارية المنوط بها دراسة الإصلاحات، اتّخذت "القوّات" مواقف تصاعديّة بدأت مع رفع ممثّليها في اللجنة والحكومة، على السّواء، التّحذير بمقاطعة المشاركة في النقاشات ربطاً بالابتعاد عن الجدّية في المداولات، وصولاً لتطبيق تحذيرها عبر رفضها تلبية دعوة رئيس الحكومة للمشاركة في اجتماعٍ مُصغّر عُرِف بـ"اجتماع الضرائب"، الذي أطلق شرارة الاحتجاجات.
خروج "القوات" من الحكومة قد ألمح إليه جعجع ليلة بدء مظاهر قطع الطرقات الرئيسية، حين أعلن تواصله مع كلّ من الحريري والنائب وليد جنبلاط لاتّخاذ قرارٍ موحّد، وقد أعلن رئيس "الاشتراكي" في اليوم التالي عن استمهاله جعجع لعدم اتّخاذ قرار إفرادي بل تنسيقي مع الحريري، لكن يبدو أنّ رئيس "القوات" قد تلمّس تماماً محاولات للالتفاف على المعارضة البنّاءة التي أنشأها من داخل الحكومة من خلال خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مقابل خفض جنبلاط لسقفه في أقلّ من ٢٤ ساعة.
فهل سيُلاقي وزراء "التقدمي الاشتراكي" و "المستقبل"، وزراء "القوات" إلى الموقف الجريء في قلب الطاولة على "حكم الضرائب"؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك