على الطرقات شعب محقّ "ابتلى" بحكومات متتالية أضرمت نيران الفقر في كلّ زاوية من حياته وعلى كل مفارقها، حتّى بات مشهد الإطارات المشتعلة منذ ايام في لبنان مرآة تعكس ما يشتعل فينا من أحلام وأوجاع.
على الطرقات شبّان وشابات "اهترت" أعصابهم من التفتيش عن فرصة عمل وراتب يكفيهم قوتهم اليومي، رجال ونساء احترقت قلوبهم بعد أن هاجر أبناؤهم وبناتهم. أطفال يتمسّكون بثياب أهاليهم المتظاهرين علّهم ينقذون مستقبلهم في بلاد العهود الرنانة التي تذكرنا بقول المسيح "كنحاس يرنّ وصنج يطنّ"!
وعلى الطرقات نفسها، وللأسف، "بهلوان" اعتقد أنّه نجم الساحة فجاء بمرافقيه ذات الأكتاف الضخمة ليمرّ بين حشد الشباب الذين أثقلت أكتافهم بأكاذيب ووعود الساسيّين المتمسّكين بمقعد يدرّ الى جيوبهم اموال الشعب.
وصل المدعو "وديع الشيخ" الى الساحة التي كسر فيها اللبنانيّون صمتهم، فصدمته الزميلة جويس عقيقي بكلمة "بعتذر ما عرفتك، مين بتكون؟"، فاعتقدنا أنّه سيعرف مكانته وسط هجوم اللبنانيين نحو غد جديد، علّه يكون مخرجاً من مستنقع لبنان الى لبنان الجديد.
لكن "الشيخ" لم يفهم الرسالة، ولم يلحظ عدم اكتراث الجماهير به، بعد أن اعتقد ربّما أنّ هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام" ستستبدل بـ "نريد الشيخ رئيس النظام".
وبعد خيبته الكبيرة، غيّر الشيخ مساره وانتقل الى صيدا، آملاً أن تكون ساحاتها بانتظاره فيتربّع على عرش الثورة فيها بحجة أنّه "فنان يشبه الشعب بتواضعه وفقره، وخصوصاً الصيداوي، فيجد الأذرع مفتوحة لاستقباله"، في حفلة أعلن عنها بدخول مجاني وسط الثورة.
فإلى الشيخ... هل تعلم أنّ فقراء صيدا، وشوارع لبنان، لا يريدون منك إلّا أن تفرقهم برائحة طيبة لا تشبه رائحة كبريائك وتعجرفك... أتعلم أنّ الناس لا يريدون أن يستمعوا إلى من ظهر فجأة مع "بادي غارد" فنزل الى بعض متابعيه بمنطاد من السماء الى إحدى حفلاته؟ بل يريدون الاستماع الى أغنيات من يشبههم في الساحات كـ "ستّ الدنيا يا بيروت"، "قوم اتحدى الظلم"، "نحنا الثورة"، "رح يبقى الوطن"، "راجع يتعمّر لبنان"، وليس أغنياتك التي تريد من خلالها استغلال الثورة وجماهيرها لشهرتك الزائفة.
ولعلّ جمهور صيدا يحسد جمهور طرابلس، والذي تنعّم بوصول غير متوقّع وغير مدرّع برجال الامن الشخصيّين للفنان مارسيل خليفة، الذي وحّد صوته معهم، على طريقة اهل طرابلس المحبّين كمدينتهم منشداً "من كهوف الشرق الى الشرق الجديد... أضلعي امتدت لهم جسراً وطيد".
على الطرقات شبّان وشابات "اهترت" أعصابهم من التفتيش عن فرصة عمل وراتب يكفيهم قوتهم اليومي، رجال ونساء احترقت قلوبهم بعد أن هاجر أبناؤهم وبناتهم. أطفال يتمسّكون بثياب أهاليهم المتظاهرين علّهم ينقذون مستقبلهم في بلاد العهود الرنانة التي تذكرنا بقول المسيح "كنحاس يرنّ وصنج يطنّ"!
وعلى الطرقات نفسها، وللأسف، "بهلوان" اعتقد أنّه نجم الساحة فجاء بمرافقيه ذات الأكتاف الضخمة ليمرّ بين حشد الشباب الذين أثقلت أكتافهم بأكاذيب ووعود الساسيّين المتمسّكين بمقعد يدرّ الى جيوبهم اموال الشعب.
وصل المدعو "وديع الشيخ" الى الساحة التي كسر فيها اللبنانيّون صمتهم، فصدمته الزميلة جويس عقيقي بكلمة "بعتذر ما عرفتك، مين بتكون؟"، فاعتقدنا أنّه سيعرف مكانته وسط هجوم اللبنانيين نحو غد جديد، علّه يكون مخرجاً من مستنقع لبنان الى لبنان الجديد.
لكن "الشيخ" لم يفهم الرسالة، ولم يلحظ عدم اكتراث الجماهير به، بعد أن اعتقد ربّما أنّ هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام" ستستبدل بـ "نريد الشيخ رئيس النظام".
وبعد خيبته الكبيرة، غيّر الشيخ مساره وانتقل الى صيدا، آملاً أن تكون ساحاتها بانتظاره فيتربّع على عرش الثورة فيها بحجة أنّه "فنان يشبه الشعب بتواضعه وفقره، وخصوصاً الصيداوي، فيجد الأذرع مفتوحة لاستقباله"، في حفلة أعلن عنها بدخول مجاني وسط الثورة.
فإلى الشيخ... هل تعلم أنّ فقراء صيدا، وشوارع لبنان، لا يريدون منك إلّا أن تفرقهم برائحة طيبة لا تشبه رائحة كبريائك وتعجرفك... أتعلم أنّ الناس لا يريدون أن يستمعوا إلى من ظهر فجأة مع "بادي غارد" فنزل الى بعض متابعيه بمنطاد من السماء الى إحدى حفلاته؟ بل يريدون الاستماع الى أغنيات من يشبههم في الساحات كـ "ستّ الدنيا يا بيروت"، "قوم اتحدى الظلم"، "نحنا الثورة"، "رح يبقى الوطن"، "راجع يتعمّر لبنان"، وليس أغنياتك التي تريد من خلالها استغلال الثورة وجماهيرها لشهرتك الزائفة.
ولعلّ جمهور صيدا يحسد جمهور طرابلس، والذي تنعّم بوصول غير متوقّع وغير مدرّع برجال الامن الشخصيّين للفنان مارسيل خليفة، الذي وحّد صوته معهم، على طريقة اهل طرابلس المحبّين كمدينتهم منشداً "من كهوف الشرق الى الشرق الجديد... أضلعي امتدت لهم جسراً وطيد".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك