أكدت وكالة "بلومبرغ" أن دول الخليج نأت بنفسها عن الاضطرابات الحالية في لبنان ولم تستجب لمطالب رئيس وزرائه سعد الحريري لمنح بيروت تمويلا إضافيا قبيل اندلاع الأزمة.
ونقلت الوكالة عن مصادرها أن مساعي الحريري للحصول على تمويل إضافي من الخليج قبيل بدء الاحتجاجات في لبنان باءت بالفشل، بسبب مخاوف الدول الإقليمية من أن تقع هذه الأموال في أيدي "حزب الله" في نهاية المطاف.
وذكرت مصادر "بلومبرغ" أن الحريري قبل عدة أسابيع زار أبوظبي لكنه لم يحصل هناك على الدعم المنشود، ما يختلف عن طريقة تعامل دول الخليج مع الأزمة السياسية في السودان في وقت سابق من العام الجاري، حيث وعدت الإمارات والسعودية بدفع 3 مليارات دولار لمنع انزلاق السودان إلى الفوضى.
ولفتت "بلومبرغ" إلى أن السعودية والإمارات والكويت التي لعبت حتى الآونة الأخيرة دورا محوريا في دعم الاقتصاد اللبناني الهش، تمتنع الآن بشكل ممنهج عن الانخراط في الأزمة الحالية مكتفية بإصدار بيانات عادية في مثل هذه الحالات تدعو إلى التهدئة.
وأضافت الوكالة أن هذا الموقف جاء لسببين أولهما أن حكومة الحريري لم تجر أيا من الإصلاحات التي حضّها عليها المانحون في مؤتمر 2018، وثانيهما تعزيز "حزب الله" نفوذه في البلاد.
وقال مدير معهد المشرق للشؤون الإستراتيجية والاقتصادية سامي نادر للوكالة إن ما يجري حاليا بمثابة هدية من السماء إلى السعودية ودول الخليج الأخرى في حربها بالوكالة ضد إيران، لكن العنصر الرئيسي بالنسبة لها هو الابتعاد عن هذه الأحداث، وتابع: "يبدو أن "حزب الله" هو الخاسر الأكبر هنا وأي مؤشرات على أن قوة إقليمية تحاول الاستيلاء على الحراك سيؤدي إلى استقطاب الاحتجاجات وتقسيمها حسب المبدأ الطائفي".
وأشار أحد المطلعين إلى أن الحكومات الخليجية لم تتخل عن لبنان ولا تزال مستعدة لمساعدة أي حكومة في بيروت ستصبح شريكا موثوقا في تطبيق الإصلاحات الجدية وكبح جماح "حزب الله" في البلاد.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك