لن يستجيب، بالتأكيد، النائب العميد شامل روكز للدعوات الساخرة التي أطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي: "شامل روكز استقالتك ما بتكفّي. طلّق لنصدقك". إلا أنّ روكز اختار طريق الطلاق السياسي ليس مع عديله الوزير جبران باسيل فقط، بل أيضاً مع عمّه الرئيس ميشال عون.
إذا استقالت الحكومة الحاليّة وبدأت الاستشارات النيابيّة التي يجريها رئيس الجمهوريّة قبل التكليف، فإنّ الصورة التي ستسرق الأضواء حتماً هي تلك التي ستجمع عون مع صهره روكز، الذي سيحضر بمفرده هذه المرّة بما أنّه أصبح خارج "لبنان القوي".
ويجد كثيرون أنّ خطوة روكز تحتاج الى جرأة يمتلكها قلّة. المغوار السابق خاطر سياسيّاً وعائليّاً، فالمشهد الحالي في الشارع قد ينتهي من دون نتائج، وقد يصبح جبران باسيل رئيساً للجمهوريّة في تشرين الأول من العام 2022، فنحن في لبنان والمستحيل اليوم، في السياسة، يبقى ممكناً. ثمّ أنّ روكز، وهذا ليس وضع النائب نعمة افرام شريكه في الاستقالة من التكتّل، يملك صفة عائليّة ما يشكّل إحراجاً إضافيّاً، خصوصاً أنّه أظهر، مع تغريدات زوجته السيّدة كلودين وشقيقتها السيّدة ميراي، أنّ الخاصرة العائليّة رخوة وأنّ باسيل لا يملك شعبيّة كبيرة داخل العائلة، وهو أمر كان معروفاً إلا أنّه ظهر اليوم الى العلن.
إلا أنّ ذلك كلّه لن يغيّر في واقع أنّ باسيل هو الأقوى في دائرة عون الضيّقة، وهو الخلف الوحيد له، وهو يبقى، على الرغم من خسارة عضوين في تكتّله، الأقوى مسيحيّاً في السلطة وهذا الأمر سيستمرّ، على الأقل، حتى نهاية هذا العهد.
كما أنّ تحالف باسيل مع سعد الحريري من جهة ومع حزب الله من جهة أخرى ثابت ومتين، والأزمة الحاليّة، أو لنقل "المصيبة"، ستجمع باسيل برئيس مجلس النواب نبيه بري.
فهل ربح شامل روكز بخطوته أم خسر؟ هو، ربما، سيكسب قيادة الفريق المعارض لباسيل في "التيّار" وخارجه، وهذه ليست مؤكّدة. وسيكسب بعض الشعبيّة في صفوف خصوم "الوطني الحر" والفئة المحايدة، وهي ليست دائمة. ولكنّ خسارته الكبرى يبقى إسمها "ميشال عون".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك