اعتبر النائب نعمة افرام في حديث صحافي، أنّ "كلّ المؤشّرات كانت تنبئ أن ما يحصل اليوم من انتفاضة وثورة شعبيّة كان سيحصل لا محال. ليس هكذا تدار الأزمات، وتضييع الوقت قاتل، ولا يزال".
وشرح دعوته الأوليّة لإحداث تعديل حكومي جوهري، قائلاً: "لا تقدّموا ورقة ناديت، مجردّ ورقة للمحتجين. هذه لا تفيد. طلبت أن تقرن الورقة الاقتصاديّة فور إعلانها بتعديل وزاري يطال عشرة وزراء واستبدالهم بتقنيين، وهذا يحدث صدمة. لم يسمع أحد".
أضاف: "لم يكن انسحابي من "تكتل لبنان القوي" ردة فعل على حدث معيّن، ولا أحمّله وحده مسؤوليّة ما وصلنا إليه، فهو نتيجة تراكمات لأكثر من ثلاثين سنة في إدارة خاطئة، وفي الوقت عينه كان يمكننا أن نأخذ عدداً من الخطوات للتخفيف من وطأة الازمات. أنا مستقل في الأساس وسأبقى، ودخلت إلى التكتل كمستقل، ولأن المؤشّرات كانت تدلّ على أن الأمور ليست على ما يرام، عدت إلى القاعدة الشعبية وأجريت حلقات استشاريّة مع أعداد كبيرة من الذين منحوني الثقة قبل الحركة الاحتجاجيّة وخلالها. النبض هو هو: عدم رضى ممّا يحدث وعدم قبول له، وهذه الخلاصة لمستها بعمق لما نزلت شخصيّاً على الأرض إلى جانب المحتجين في الزوق".
عن موقفه من المطالب الشعبيّة، قال:" أنا مع هذه المطالب لأنها حقوق في الأصل ومع إعادة بناء الهيكل ولست مع اسقاط الهيكل. التغيير يجب أن يكون ذكيّاً وممنهجاً. فإما يكون الخروج من الأزمة على الطريقة اليونانية أو يكون على الطريقة الفنزويلية. الأخيرة تعني مجاعة وتعني مواجهة وتعني أفكار مشعوذة للاقتصاد وتعني عزلة عالميّة. وفي التكتيك أنا مع حكومة انتقاليّة إنقاذيّة من الأخصائيين. من ستضم تأكدوا هم من الفدائيين. في المرحلة التكتية، أولى الأولويات هي استعادة من 30 إلى 50 مليار دولار من الأموال المنهوبة، وإذا أردنا التحدث عن انقاذ سريع، فذلك يعني حكومة انتقالية مع صلاحيات استثنائية مع حقّ إصدار مراسيم اشتراعية".
أما عن المرحلة الاستراتيجيّة، فقال: "في الاستراتيجي قانون انتخاب جديد وانتخابات مبكرة وإعادة انتاج السلطات الدستورية والقضائية والإدارية. لكن اليوم علينا الانتباه جداً مما يجري خلال المرحلة الانتقاليّة، فما يحدث في الشارع حقيقي. في الوقت عينه هناك خطر حقيقي أيضاً من شارع مقابل شارع، والخوف، أو لحظة الاختبار، هي عند تكليف الشخصيّة التي ستكلف رئاسة مجلس الوزراء. وقد يكون في تسمية الحريري لشخص قريب منه لرئاسة الحكومة الجديدة أفضل سيناريو لهذه الفترة".
وحذر افرام من "فرز الاحتجاجات طائفيّاً، أو شارع مقابل شارع. هناك محاولات خبيثة تجري في هذا الإطار، وفي المقابل، هناك وعي لدى العنصر الشاب حول هذه المسألة، وهذا لمسته لدى الثوّار وأيضاً البارحة في بعبدا".
وعن الواقع الاقتصادي، قال: "نحن لسنا مفلسين. ملياران ونصف دولار فقط تتأمن فوراً من قطاع الاتصالات من خلال شراكة بين القطاعين الخاص والعام في عقود جديدة. ولعل أفضل ما قمنا به في لجنة الاقتصاد هو ادخال مفهوم الصفر عجز في عقول السياسيين. كم هو مهم أن تتضمّن الورقة الاقتصاديّة الوصول إلى صفر عجز، لكن في ستة أشهر أو سنة؟".
وكشف أنّه "في سنة ونصف عملت على الغاز المضغوط. أتينا بالحل لاستبدال المازوت في البداوي والزهراني لإنتاج الكهرباء عبر الشحن البحري للغاز المضغوط من مصر لأن مدّ الانابيب سيأخذ وقتاً. كم كنا سنوفر على الخزينة وعلى البيئة. كم يحزنني هذا الموضوع".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك