توجّه "حزب الكتلة الوطنيّة اللبنانيّة" إلى مناصري "التيّار الوطني الحر"، في بيان، بالقول:
"أنتم مواطنون تنادون اليوم من قهركم بسبب الإفقار والإذلال كما حصل مع كل الساحات الباقية ولا غرابة في ذلك فالمواطن واحد في قهره. إنّكم كجميع اللبنانيّين ضحايا هذا النظام منذ ثلاثين عاماً في حلّته الجديدة.
هذا النظام له حياته المستقلّة عمّن يشغل المناصب فيه. وهو قائم على خمس علل وهي الطائفيّة بدلاً من المواطنة، والفساد في وجه النزاهة والشفافيّة، والإقطاع السياسي محلّ الديمقراطيّة، والزبائنيّة مقابل دولة القانون، والتبعيّة مكان السيادة. إنّ هذا النظام، وبغض النظر عن الشخص الذي يدخل إليه، إما أنْ يشارك في علله أو أن يغادره.
أنتم لا تزالون تعتقدون أنّ هناك إمكانيّة لتصحيح هذا النظام من الداخل، في حين أنّ المواطنين الآخرين يعتقدون أنّ لا خلاص للبنان إلا بتغيير هذا النظام عبر المجيء بحكومة مستقلّة لا صلة لها به وبمن يغذّونه في داخله. في الطائفيّة بدأتم خطابكم بنبذها، وبعد فترة انتقلتم إلى خطاب حقوق المسيحيّين. وبالنسبة للفساد أتيتم بشعار وبنيّة اقتلاعه إلا أنّه ازداد واستشرى في الدولة.
وعن الإقطاع السياسي وما يعنيه من تمجيد القائد، ناديتم بالديمقراطيّة وتداول السلطة، فأصبحت عائلة القائد هي الآمر الناهي حتى أنّ أحد المتظاهرين على طريق بعبدا صرخ قائلاً: أم جبران أمّنا كلّنا بعد مريم العذراء".
ولجهة الزبائنيّة، دخلتم في هذا النظام وتقاسمتم مع شركائهم في السلطة المناصب لأنّ منطق هذا النظام هو المحاصصة، أي حصّة لكل فريق، وليس الكفاءة والاستقلاليّة.
وفي ما خصّ التبعيّة، دخلتم هذا النظام على أساس السيادة، إلا أنّ هذا النظام انغمس، وغمسكم معه، في سياسة المحاور.
من أجلكم ومن أجل كل المواطنين لا خلاص إلا بتغيير هذا النظام، والخطوة الأولى في عمليّة تفكيكه، وهي عمليّة شاقة وطويلة وتتطلّب جهد الجميع، تقوم على تشكيل حكومة مستقلّة مصغّرة من اختصاصيّين قادرين".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك