حين ستنتهي هذه السنة اللعينة، بعد أسابيع، سننكبّ نحن معشر الصحافة على اختيار لائحة أحداث العام وصور العام.
لا حاجة، هذه المرة، لبحثٍ طويل. فيديو وصورة تمّ تناقلهما أمس، عبر تطبيق "واتساب"، يختصران عاماً ووطناً، ويغرسان في قلب كلٍّ منّا سكّيناً.
الوالد مقتولٌ في الطريق، والدماء تغطّي جزءاً من وجهه وجسده، والوالدة تعانق طفلها ويصرخان معاً. المشهد قاسٍ، ولا يهمّنا بعده تفسير كلام رئيس الجمهوريّة ولا ما صدر من بيانات استنكار ولا الطرقات التي أقفلت هنا وهناك، ولا الشتائم التي أطلقت في الشوارع، ولا كمّ "الهبل" و"الزعرنات" التي نتابعها عبر الشاشات.
طفل علاء أبو فخر ووالدته أعظم من كلّ كلامٍ وكلّ حدث.
كيف سينسى هذا الطفل ما شاهده؟ كيف سيذهب الى مدرسته ويلهو مع رفاقه ويحلم بأن يكبر في وطنٍ تُغتال فيه الأحلام، كما اغتيل والده، على الطريق؟
طفل علاء، وقبله أطفال شهداء كثيرين، من الطوائف والانتماءات كلّها، يستحقّون وطناً أفضل من هذه الجمهوريّة البائسة وسياسيّيها الفاشلين.
يستحقّون دولةً لا مزرعة. وحكّاماً لا رجال عصابات. وقانوناً لا محميّات.
مشهد اوتوستراد خلدة كان مؤلماً جدّاً. وما يزيده ألماً أنّ طفل علاء أبو فخر لن يكون الأخير الذي سيبكي فوق جثّة والده، ما دام يتحكّم بحياتنا مجرمون.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك