لا يرى رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" دوري شمعون أنّ لبنان متجّه إلى الفوضى، فالولايات المتحدة الاميركية لن تسمح بذلك، وإن تركت الأمور تأخذ مداها، باعتبار أنّ الساحة اللبنانية هي المكان الوحيد في الشرق الأوسط الذي تستطيع أن "تبرعط" فيه، ولبنان "مرقد عنزة" لها، فلن تترك الوضع فيه يتدهور.
ولا يخفي شمعون في حديث مع "نداء الوطن" إدراكه بأنّ "واشنطن تدعم التظاهرات لغاية في نفسها وهي تحجيم "حزب الله"، لكنّ الحزب هو الوحيد القادر على إحداث فوضى في لبنان"، ويرى شمعون لو أنّ والده الرئيس الراحل كميل شمعون حيّ اليوم، ويتولى زمام الرئاسة "لما بلغ الوضع هذا الدرك، ففي عهده كان للدولة مركزها، وكان هناك رجالات دولة". ويؤكد أن "الثورة والاحتجاجات الشعبية كانت متوقعة، جرّاء الأسلوب الذي تنتهجه السلطة الحاكمة ولا يصلح لبلد من فئة رابعة أو خامسة"، ويقول: "يمصّون دم الشعب منذ ربع قرن، فلا بد من أن يثور في النهاية". وبداية الحل في رأيه، تكمن في تأليف حكومة تستجيب لمطالب الشارع، "وإن لم يفعلوا فلن تبصر الحكومة النور، لذا عليهم أن يخضعوا لإرادة الناس، لا أن يديروا ظهرهم لصرخات الشارع والتصرّف كما يشاؤون".
شمعون الذي يؤيّد استقالة الرئيس سعد الحريري، يؤيد تكليفه مجدداً، "طبعاً هو ليس مرشحي المفضل إنما الأصلح للمرحلة الحالية، شرط أن تُطلق يده ويعمل مع فريق وزاري لم يعرف السلطة من قبل ويوحي بالثقة، فإذا جاء بـ"حرامية" لن يتمكّن من استعادة الثقة"، كما رأى أن "الأميركيين متمسكون بالحريري".
ويتوقف عند تأخير الاستشارات النيابية للتكليف ويرى بصمات "صهر عون العظيم" على حد وصفه، "الذي يبدو ظاهراً خلف الصورة لكن لا أحد يدرك ماذا يجري بين الجدران الأربعة داخل الغرف المظلمة، فأنا أعرف الوزير جبران باسيل جيداً منذ أن كان في منظمة طلاب "الوطنيين الأحرار"، وكما أنّ "حزب الله" يضغط لكي يبقى في السلطة".
ويدعو شمعون أهل السلطة الى أن "يتنازلوا من عليائهم قليلاً ويرضخوا لإرادة الشعب ويشكلوا حكومة تكنوقراط وإلا... لن يضاين لا عون ولا غيرو".
ويقترح "العودة الى طرح الرئيس شمعون الانتخابي وتخفيض عدد المقاعد النيابية إلى 66 مقعداً، والاقتراع على أساس لبنان دائرة فردية غير طائفية وأهلاً وسهلاً بمن يفوز".
ويبرّر أسباب انكفائه السياسي والإعلامي والاكتفاء ببيانات حزب "الوطنيين الأحرار" إلى "رفض الجميع له"، ويقول: "لا أحد يريدنا لأننا نقول الحقيقة، والكلّ يقفل علينا، علماً أنهم يتحدثون اليوم لغتنا ويقولون ما كنا نقوله بالأمس".
ينصرف شمعون هذه الأيام إلى حلّ شبكات الكلمات المتقاطعة، لتعذّر إيجاد خريطة حل سياسي، يهادن رئيس الجمهورية "منذ ثلاث سنوات إلى اليوم، فشئنا أم أبينا، هو رئيس البلاد، وإذا كان هناك سبب أساسي للمشكل معه فلن أتأخر ومواقفي تشهد على ذلك. لكن لا يجب كلما "دقّ الكوز بالجرة" أن "نفش خلقنا" بالرئيس، فهو ليس المسؤول الوحيد عما وصلنا اليه". ويذكّر بأن آخر زيارة له إلى قصر بعبدا كانت تلبية لدعوة الرئيس عون إلى الاستشارات، "ومن حينه هو لم يدعنا ونحن لم نطلب، فأنا لا أحسن التزلّف".
ولا يخفي شمعون عتبه على أصدقاء الأمس في "14 آذار"، ويشير إلى أنه لم يلتق الرئيس سعد الحريري منذ 5 سنوات "حين زرته آخر مرة". ويؤكد أن علاقته برئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط جيدة فـ"الحمد الله، أنا والبيك كتير مناح من بعيد لبعيد ولا مشاكل بيننا".
شمعون الذي يشعر بمقاطعة الإعلام له يقول: "لا هم يسألون عني ولا أنا أسأل عنهم، ولشو الحكي؟ قرفان... حكينا كتير وما حدا سمع".
ولا يعوّل على أي وساطة فرنسية، أو على مبادرة لـ"الأم الحنون" ويقول: "فرنسا ليست أمي الحنون بل سيدة التلة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك