أن تطلق المنظمات العالمية صفارات الإنذار معلنة باقتراب وقوع أزمة غذائية تهز العالم، يعني أننا دخلنا في مرحلة خطرة تحتاج إلى وضع رؤية واضحة بشأن هذه الأزمة.
فقد أطلقت منظمة الفاو خلال شهر تشرين الأول، العديد من التقارير التي أشارت خلالها إلى أن هدر الطعام، ونقص الإنتاج، من العوامل التي تهدد البشرية خلال السنوات المقبلة، محذرة من تفاقم الأزمة.
وتشير أرقام التقارير إلى أن كمية الأغذية المهدورة تكفي لإطعام ملياري شخص، في الوقت الذي يعاني فيه ما يقارب 820 مليون شخص من الجوع.
في العالم العربي يهدر الفرد الواحد ما يقارب 250 كيلوغراماً سنوياً من الطعام، في الوقت الذي يعاني ما يقارب 45 مليون مواطن عربي من الجوع. وبحسبة بسيطة، فإن هذه الأطعمة المهدورة، تكفي لمعالجة مشاكل الجوع في الوطن العربي، لا بل كافيه لسد جوع 820 مليون شخص حول العالم.
في لبنان، يعاني أكثر من 300 ألف مواطن من شحّ الغذاء. وتشير وزارة الشؤون الاجتماعية إلى أن هذه الفئة تعيش في فقر مدقع، وهي غير قادرة على تأمين الغذاء، وبالرغم من ذلك، فإن الوزارة لم تلتزم سوى بمساعدة 10 آلاف أسرة، كما أعلنت سابقاً عن برنامج مساعدة الأسر الأكثر فقراً.
كذا، تفيد أرقام صادرة عن منظمات المجتمع المدني، وبعض التقارير غير الرسمية، بأن هناك 44 ألف عائلة تعاني الفقر المدقع.
وحتى الآن، لا توجد أرقام أو إحصاءات خاصة عن كميات هدر الطعام في لبنان، لكن بوجود هدر لكميات كبيرة سنوياً، انطلقت العديد من المبادرات لجمع الطعام من الفنادق والمطاعم وحتى من المنازل، وإعادة توزيعها على العائلات الفقيرة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك