تشير مصادر متابعة إلى أن موفداً بريطانياً يصل يوم الاثنين إلى بيروت، في إطار الجهود الدولية المبذولة للبحث عن مخرج للأزمة اللبنانية. وحسب المعلومات، فإن الموفد البريطاني يأتي في الإطار ذاته لزيارة الموفد الفرنسي كريستوف فارنو قبل أسبوعين تقريباً. وقد مهد السفير البريطاني في بيروت لهذه الزيارة، عبر جولة قام بها على المسؤولين.
التنسيق بين أمل وحزب الله
وحسب ما تكشف مصادر "المدن"، فإن الموفد البريطاني سيشدد على ضرورة تشكيل سريع للحكومة، للتعامل مع الأزمة الراهنة، وتطبيق الورقة الإصلاحية بما يتلاءم مع مطالب المتظاهرين. وتشير المعلومات، إلى أن الموقف البريطاني شبيه بالموقف الفرنسي، أي أن لندن لا تريد مواجهة حزب الله، أو محاصرته، أو استفزازه عبر استبعاده من الحكومة. بل تفضل تشكيل حكومة جامعة تضم مختلف القوى، تتمثل بشخصيات غير استفزازية، وتضم اختصاصيين يتمكنون من التعامل مع الواقع القائم.
هذا الموقف كان قد أبلغه السفير البريطاني في بيروت لبعض السياسيين. ويأتي تحرك الموفد البريطاني وسط مساع أوروبية حثيثة لإيجاد حلّ وسط للأزمة اللبنانية، عبر عودة الحريري إلى رئاستها، وتمثل مختلف الأفرقاء.. وتكون مرضية للمتظاهرين.
هذه الأجواء الدولية كانت مدار بحث بين حزب الله وحركة أمل طوال الأيام الماضية. وحسب ما تكشف المعلومات، فقد عُقد لقاء مساء الأحد بين الرئيس نبيه بري والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله، حسين الخليل، بحضور الوزير علي حسن خليل، للبحث في آخر ما توصلت إليه الاتصالات الدولية. وحسب المعلومات، فإن الحزب يبدو مرتاحاً لمسار الأمور سياسياً، خصوصاً في ظل الموقفين البريطاني والفرنسي، اللذين لا يتماشيا مع الموقف الأميركي. ويعتبر الحزب أن الصمود وعدم الرضوخ للشروط التي فرضت عليه، سينعكس إيجاباً في المستقبل، لناحية تراجع الدول عن موقفها، لا سيما أميركا ودول الخليج، طالما ان هناك توافقاً في المجتمع الدولي بعدم السماح بانهيار لبنان سياسياً وأمنياً. ولذا، يراهن الحزب على الوقت إلى أن يتراجع خصومه.
فرنسا وأميركا وإسرائيل
لقاء عين التينة كان بهدف التنسيق السياسي بين برّي والحزب، خصوصاً بعد توافر معلومات عن ضغط فرنسي على الحريري للقبول بتشكيل حكومة تكنو سياسية، ويسير بما أراده حزب الله ورئيس الجمهورية. وهنا تشير المعلومات إلى أن المساعي الدولية ستستمر بهدف تشكيل حكومة تكنو سياسية. لكن نضوجها يحتاج وقتاً إضافياً، ريثما تتبلور الوجهة الدولية عموماً، بعد جلسة مجلس الأمن الاثنين، والتي ستبحث بالتأكيد في الملف اللبناني.
لا بد من انتظار الموقف الأميركي، القابل للتغير عند أي متغيرات إقليمية أو في "علاقته" مع طهران، لا سيما أن المساعي الاوروبية تهدف أيضاً إلى إعادة فتح خطوط التواصل بين طهران وواشنطن، للدخول في حوار بينهما. وما قد يسهل هذا الأمر هو بعض الاتصالات التي تحصل حول الوضع في الخليج، وإمكانية تحقيق اتفاق بين السعودية والحوثيين. عندها قد تتحرك مياه المفاوضات حول الملف اللبناني، خصوصاً أن بنيامين نتنياهو أرسل قبل أيام رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وإلى الرئيس الاميركي، يطالبهما فيها بضرورة تطبيق كامل للقرار 1701، ونزع صواريخ حزب الله الدقيقة. هذه الرسالة تعني فتح باب المفاوضات بشكل موارب، على قاعدة ان الهاجس الاسرائيلي الأميركي يرتبط فقط بالصواريخ الدقيقة، وليس بكل سلاح حزب الله. وعندما يتقدم هكذا طرح معناه السعي لضمان أمن اسرائيل من الصواريخ الدقيقة، وإنجاز ترسيم الحدود، والاتفاق على آلية التنقيب عن النفط، المهم للأميركيين.
شروط الحريري
بالعودة الى الضغوط الدولية حول تشكيل الحكومة، يتحدث بعض القريبين من حزب الله وحركة أمل أن الحريري أصبح قريباً من الاقتناع بتشكيل حكومة تكنوسياسية، ولا يمانع بتمثيل الأحزاب، لكن مقابل شروط أخرى يطالب بها، وهي إعطاء هذه الحكومة صلاحيات موسعة تتمكن من خلالها، من تنفيذ ورقة الإصلاحات، وأن لا تكون محكومة بآلية عمل الحكومة السابقة، التي كان جبران باسيل قادراً على تعطيلها. كما أن الحريري يصر على استبعاد باسيل وأي شخص غيره من الاستفزازيين. ولا يمانع توزير حزبيين. لكن حزب الله وأمل رفضا هذه الشروط. كما أن عون لا يزال مصراً على تمثيل باسيل.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك