الحقد لا يحتاج إلى الكثير كي يستفحل. يحتاج فقط إلى خطابٍ فارغ وعقول صغيرة، إلى زعيمٍ أهوج وإلى جمهورٍ "فقير" العقل. الحقد طريقٌ مختصَر نحو... الموت.
"الحقد جثّة، فمن منكم يريد أن يكون قبرًا؟"، يسأل جبران خليل جبران.
الهِياج من إبليس. المهتاجون، في الإنجيل، هم من تسكنهم الأرواح الشرّيرة: يصرخون، يُزبدون، يسكنون القبور، يُقطّعون السلاسل، لا يُضبَطون...
الهياج من إبليس، مع ما يسبقه من تحريض وشدّ عَصَب، وما يليه من شتمٍ ووجوه مكلّحة.
أنت يا من يهتاج، زعماؤك يستعملونك اليوم وُقودًا، وغدًا يلتقون ويتصافحون... هذا مشهدٌ طالما تكرّر في التاريخ.
قبل أن تُسيّجَ قلبك بجدارِ عزل وتُقحمَ نفسَك في خطاب مجابهة، إحرَص على أن تجاور قريبَك بسلام. هناك في "الجبهة الأخرى"، أناسٌ مسالمون، محبّون، يتفطّر قلبُهم إن أتيتَهم بمحبّة وتدمع عينُهم إن أصابَ أحبابَهم سوء...
دمُكَ ودمُهم مِن لونِ العَلَم ومَن لوَّنَ العَلَم.
لذلك، حين تتلو صلاتك زِدْ: ... وأؤمن بدمٍ واحد، جامعٍ، مقدَّس لفداء لبنان. ليكن هذا قانون إيمانك!
وإذا اردتَّ أن تتحزّب فانتَمِ إلى حزب العقل والهدوء والتلاقي... إلى حزب المحبّة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك