أطلّت السيدة فيروز للمرّة الأولى على شاشة تلفزيونية (شاشة تلفزيون لبنان) عام 1962، وتحديداً في 6 أيار، خلال حفلة افتتاح "تلفزيون لبنان والمشرق" (Tele Orient)، التي انطلق خلالها البث الرسمي للمحطة عند الساعة السابعة والنصف مساءً، وهي الحفلة التي تمّ بثّها مباشرة على الهواء من بيروت ودمشق. وشكّل هذا الظهور لفيروز إطلالة خاصّة جداً حينذاك.
وفي الليلة نفسها، 6 أيار عام 1962، ولدت فيروز من جديد. "ولدت... وصار للصوت صورة تتحرّك. كان ذلك ضمن برنامج فنيّ حافل أعدّته محطة "تلفزيون لبنان والمشرق" لليلة افتتاحها وتوّجته بإطلالة فيروز التلفزيونية ضمن تمثيلية بعنوان "حكاية الإسوارة" كتبها الأخوان رحباني خصيصاً للمناسبة"، وبُثَّت عند الساعة التاسعة والنصف مساءً من ليلة الافتتاح. "وضمّت المسرحية بعض أغنيات فيروز الشهيرة مثل: "وطى الدوار، بيتك يا ستي الختيارة، يا كرم العلالي، يا ريت إنت وأنا بالبيت".
كان لهذه الإطلالة لفيروز عبر شاشة "تلفزيون لبنان والمشرق" سحر خاص كونها كانت المرّة الأولى التي يشاهد الناس فيروز "عن كثب" ويرون وجهها "عن قرب". "تحوّلت ليلة فيروز إلى ليلة تلفزيونية تاريخية بامتياز، ليس لأنها أعلنت عن نشوء أول منافسة تلفزيونية في تاريخ لبنان وحسب (بوجود "شركة التلفزيون اللبنانية") وإنما لأنها حققت رقماً قياسياً أول من نوعه. رقم من شبه المستحيل أن يتكرر من جديد".
"مئة بالمئة من جمهور التلفزيون شاهد فيروز تغني مباشرة على الهواء تلك الليلة، وفق سجلات "مؤسسة الأبحاث الإدارية" التي كانت تزوّد الشركات المعلنة بنسب المشاهدة التلفزيونية". ويقول فيكتور خوري، رائد الدراسات التسويقية والإحصائية في لبنان، وأحد أصحاب "مؤسسة الأبحاث الإدارية"، عن الأثر الذي تركته إطلالة فيروز التلفزيونية الأولى: "لم أكن شاهدت الرقم واحد – صفر- صفر (أي نسبة مشاهدة 100%) قبلاً...".
"ربطت شركة "تلفزيون لبنان والمشرق" ولادتها بإطلالة فيروز الأولى على الشاشة...". "بعد ظهورها على شاشة "تلفزيون لبنان والمشرق"، تصدّرت صورة فيروز غلاف مجلة "الشبكة" في 21 أيار 1962 للمرة الأولى كنجمة صوت وصورة منذ احترافها الغناء قبل حوالي عشرة أعوام".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك