أصبحت مؤسسة "غولدمان ساكس" المصرفية والاستثمارية الأميركية قبل أيامٍ الإسم الأحدث على قائمةٍ تضم عدداً كبيراً من الشركات والمؤسسات التي أصدرت قواعد جديدةً بشأن طبيعة الملابس التي يُنتظر من موظفيها ارتداؤها في مكان العمل، بما يسمح لهم بمزيدٍ من المرونة في هذا الشأن.
بموجب القواعد الجديدة، أصبح بمقدور الموظفين من الرجال عدم التقيد بالسترات الرسمية وارتداء سراويل عصرية، كما صار بإمكانهم التخفيف من ربطات العنق المربوطة بإحكام حول أعناقهم، طالما كانوا قادرين على اختيار ملابس ملائمة للظهور بها في مكان عملهم.
فهل يشكّل هذا بداية النهاية للمظهر التقليدي للرجال المتمثل في ارتدائهم ستراتٍ وأربطة عنق؟ وإذا كان الحال كذلك، فما الذي يعنيه ذلك على صعيد الهوية الذكورية عموماً؟
على مدى فترات طويلة، كان هذا النوع من الرداء مرادفاً لضربٍ بعينه من "شخصيات ذكورية ذات سمتٍ نبيل". لكن ما الذي يعنيه من الأصل أن يكون الرجل الآن "نبيلاً" في هذا الشأن؟ هذه العبارة تبدو وقد عفا عليها الزمن، بما يستحضره ذكرها في الذهن من صورةٍ لرجلٍ يرتدي حذاء لامعاً مصنوعاً من الجلد، وسترةً من 3 قطع، بملامح وتصرفاتٍ يبدو عليها سمت الشرف والنبل.
كما أنه يُفترض أن يكون "الجنتلمان" رجلاً متفوقاً على سواه في كل شيء. ومن بين المؤشرات على الغموض الذي يحيط بهذا التعبير منذ عقود، ما حدث عام 1957 من إقدام مجلة "جنتلمانز كوارترلي" الأميركية المتخصصة في أحدث الصيحات الخاصة بالرجال، والتي أُسِسَتْ عام 1931، على تغيير اسمها إلى "جي كيو".
وقد حدث ذلك في حقبةٍ شهدت هجوماً مستمراً على الهيمنة الذكورية والمفاهيم التقليدية للذكورية عموماً.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك