نظّم المجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة المحاضرة السنويّة في سلسلة محاضرات فاطمة المرنيسي، وهي المحاضرة الثالثة في هذه السلسلة التي يكرّم من خلالها الكاتبة وعالمة الاجتماع المغربيّة الراحلة.
عُقِدت المحاضَرة مساء الثلاثاء 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 افتراضيًّا عبر منصّة "زوم"، وألقتها الدكتورة زينة زعتري بعنوان: "تحوُّلات الحركات النسويّة والكويريّة في المنطقة العربيّة: السرديّة والتغيير المجتمعيّ". وزعتري هي ناشطة نسويّة ومديرة المركز العربي الأميركي الثقافي وأستاذة مساعِدة في الأنثروبولوجيا في جامعة إلينوي في شيكاغو.
انضمّ إلى المحاضرة عبر "زوم" وصفحة المجلس في "فايسبوك" ما يفوق ٤٦٠ مشاركًا ومشاركةً من علماء العلوم الاجتماعيّة والناشطات النسويّات والطلاب والطالبات والمهتمّين والمهتمّات من مختلفِ أرجاءِ المنطقة العربيّة والعالم.
في كلمتها الافتتاحيّة، أكدت المديرة المشارِكة في المجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة الدكتورة مشيرة الجزيري أن "هذه المحاضرة تكتسي طابعًا مهمًّا بفعل تزامُنِها مع حدثين جوهريَّين أوّلُهما انعقادُها في ذكرى رحيل فاطمة المرنيسي في مثل هذا اليوم تمامًا منذ ستّ سنوات، وثانيهما احتفال المجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة هذا العام بذكرى تأسيسه العاشرة، وخيرُ تكريم لهذه المسيرة أن نتكرّمَ بتكريم المرنيسي وأعمالِها وإرثِها وفكرِها والبناءِ عليه ونقضِه ومراجعتِه وتجديدِه من خلال محاضراتٍ عابرةٍ لجغرافيا المنطقةِ العربيةِ بين المشرقِ والمغربِ والنيلِ والخليجِ وصولًا إلى العالم أجمع".
بدورها، تولّت الدكتورة أيلين كتّاب تقديم زعتري وتأطير موضوع محاضرتها. وكتّاب أستاذة مشارِكة في علم الاجتماع في جامعة بيرزيت في فلسطين، وعضوة مؤسِّسة لمعهد دراسات المرأة ومسؤولة نقطة التواصل التابعة للمجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة في فلسطين.
ثمّ ألقت زعتري محاضرتها الرئيسيّة التي تناولت تأمّلاتٍ وتحليلًا للحركات النسويّة والكويريّة في المنطقة العربيّة، ومشروعاتها التغييريّة، وهيكليّة تنظيماتها، وإنتاجها المعرفيّ، وتحوُّلاتها عبر الزمان. وأخذت المحاضَرة منطلق السرديّة كمهجيّة أكاديميّة بالإضافة إلى كونها منهجيّة للتغيير. وارتكزت بذلك على منهجيّة المرنيسي السرديّة الواضحة في عدد من كتبها ومقالاتها التي تسرد قصصًا عن حياتها وحيوات آخرين/أخريات من أسرتها وشخصيّات التقت بها، وكذلك قصصًا من التأريخ الشفهيّ الذي اعتمدته في بعضٍ من أبحاثها". وركّزت زعتري على تأريخ المتغيّرات في التوجُّهات التنظيميّة، والأولويّات، وأطر الإنتاج المعرفيّ، وإشكاليّات التغيير المجتمعي، متناولةً انبثاق حركات الحقوق الجنسيّة والجسديّة أو الحركات الكويريّة وترابطها وانتقادها للحركات النسائيّة. واعتبرت زعتري أنّ "مرحلة الثورات في المنطقة بدءًا من العام 2010 حتّى اليوم ساهمت في متغيُّرات مهمّة على الصعيد التنظيميّ للنسويّات والناشطات الكويريّات وعلى صعيد الإنتاج المعرفي؛ فنشهدُ في الوقت نفسه عودةً وابتكارًا لمشروعات التغيير المجتمعيّ التي تعترض وتُناقِض ما سبق من مرحلتَي الثمانينيّات والتسعينيّات واستراتيجيّات المطالَبة بالحقوق وتغيير القوانين".
واختُتِمت المحاضرة بنقاشٍ مفتوح، كما تخلّلها عرضُ فيديو قصير أعدّه المجلس بعنوان "فاطمة المرنيسي: السّيرة والمسيرة"، وتوزيع رابط لكتيّب يحتضن موادّ المحاضرات الثلاث في سلسلة محاضرات فاطمة المرنيسي.
إشارة إلى أنّ المحاضرة الأولى في هذه السلسلة استضافت الدكتورة أسماء بنعدادة والأستاذ ادريس كسيكس حيث كانت فرصةٌ للإضاءةِ على محطاتٍ من حياةِ المرنيسي وأعمالِها بين المقاربةِ التاريخيةِ والبحثِ الميداني، فيما استضافت الثانية الدكتورة أميمة أبو بكر التي تناولت المعرفة الدينية في العالم العربي من منظور نِسْويّ: من النّقد إلى إعادة البناء".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك