طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بـ"وقف فوري للعدوان الإسرائيلي، وتوفير الحماية الدولية العاجلة، وعقد مؤتمر دولي للسلام، والانتقال إلى الحل السياسي بدل الحلول العسكرية والأمنية، وذلك بتنفيذ حل الدولتين وفق الشرعية الدولية".
وقال عباس لدى استقباله الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون: "نرحب بكم فخامة الرئيس ماكرون في فلسطين، في هذه الظروف الصعبة التي يتعرض فيها شعبنا الفلسطيني لعدوان تستخدم فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي، دون أي اعتبار للقانون الدولي الإنساني، آلتها العسكرية المدمرة بطريقة وحشية لقتل المدنيين الأبرياء في غزة، والتي ذهب ضحيتها 6000 فلسطيني حتى الآن، منهم 2200 طفل و1600 امرأة، وخلال الـ 24 ساعة الأخيرة، قتلت إسرائيل 800 فلسطيني غالبيتهم من الأطفال والنساء.
علاوة على ما يتعرض له شعبنا في الضفة والقدس من الاعتداءات والقتل على أيدي المستوطنين الإرهابيين وبدعم من قوات الاحتلال الإسرائيلي. من يقبل في هذا العالم إبادة أسر بأكملها، وقصف المستشفيات وقطع المياه عن شعب بأكمله.
إن ما يجري اليوم من أحداث تتحمل إسرائيل مسؤوليتها، كما تشاركها المسؤولية دول العالم التي شجعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، على مواصلة تعميق ممارساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني دون محاسبة أو عقاب، بل أعطتها الغطاء والحماية، دون الاكتراث بالتاريخ الدموي لسلطات الاحتلال وحكوماتها المتعاقبة.
لقد حذرنا مراراً وتكراراً من استمرار السياسات والممارسات التدميرية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي ابتعدت فيها عن السلام واختارت الحلول العسكرية والأمنية، وعملت على تقويض حل الدولتين والاتفاقات الموقعة، واستبدلتها بتعميق الاستيطان، وسياسات الضم، والتطهير العرقي، والتمييز العنصري في القدس والضفة، علاوة على الإمعان في حصار قطاع غزة، وانتهاك الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والإصرار على تغيير هوية وطابع مدينة القدس.
يجري ذلك، في الوقت الذي يواصل الجانب الفلسطيني الذي تمثله دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية، الالتزام بالشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة، وسياسات نبذ العنف والمقاومة الشعبية السلمية، وإتباع الطرق السياسية والقانونية لتحقيق أهداف شعبنا الوطنية. وقد أكدنا إدانتنا لقتل المدنيين من الجانبين، ودعونا لإطلاق سراح المدنيين والأسرى والمعتقلين من الجانبين.
في هذه اللحظات التي يتعرض فيها شعبنا لعدوان همجي من آلة الحرب الإسرائيلية، نطالب بالوقف الكامل لإطلاق النار، وفتح ممرات دائمة للإغاثة الإنسانية لإدخال المواد الطبية والأغذية، وتوفير المياه والكهرباء والوقود وغيرها من الاحتياجات الأساس. ونشدد على رفض تهجير الفلسطينيين من بيوتهم وأرضهم إلى خارج فلسطين سواء من غزة أو الضفة أو القدس.
ونقول إننا لن نقبل بالمزيد من الحلول العسكرية أو الأمنية، التي أوصلتنا لما نحن فيه اليوم، الأمر الذي قد يوصل المنطقة لحرب إقليمية وعالمية.
إننا نطلب من الجميع في هذه اللحظات الدقيقة، ونناشدكم فخامة الرئيس ماكرون، وأطراف مجلس الأمن، أن يتم وقف فوري لهذا العدوان على شعبنا، وتوفير الحماية الدولية العاجلة، وعقد مؤتمر دولي للسلام، والانتقال إلى الحل السياسي بدل الحلول العسكرية والأمنية، وذلك بتنفيذ حل الدولتين وفق الشرعية الدولية، الذي ينهي الاحتلال عن أرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية. قطاع غزة هو جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967، ونرفض أية حلول جزئية أو أمنية لقطاع غزة، ونتمسك بالحل السياسي الشامل. وندعو في هذا الصدد، لتشكيل تحالف دولي من أجل صنع السلام.
ونجدد التأكيد بان شعبنا سيبقى صامداً على أرضه ولن يرحل ونحن على ثقة بأنكم يا فخامة الرئيس ماكرون، ستبذلون جهودكم من أجل وقف هذه الإبادة لشعبنا ووقف هذه الحرب، وإنهاء الاحتلال لأرضنا وشعبنا ومقدساتنا، والاعتراف بدولة فلسطين وتمكين شعبنا من حريته واستقلاله".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك