كتب يوسف فارس في "المركزية":
تتوقف الاوساط المراقبة وسط أجواء التوتر التي يعيشها اللبنانيون من انخراط بلادهم في الحرب الدائرة بين اسرائيل وحماس في قطاع غزة، عند اعلان تنظيمات مسلحة اطلاقها صواريخ من جنوب لبنان باتجاه المستعمرات الاسرائيلية الامر الذي ضاعف قلق الناس وزاد خوفهم من تفلت الامور وانجرار لبنان الى الحرب .
بعض هذه التنظيمات معروف مثل حماس والجهاد الاسلامي وبعضها جديد مثل قوات الفجر التابعة للجماعة الاسلامية التي اعلنت أكثر من مرة إطلاق صواريخ نحو مواقع إسرائيلية. لكن الجديد في الامر انها المرة الاولى التي يعلن فيها تنفيذ تلك التنظيمات عمليات من جنوب لبنان. يعتقد ان ذلك يحدث بغطاء وتشجيع من حزب الله الذي يسعى الى حشد أكبر عدد من التنظيمات المسلحة على جبهة الجنوب بحثا عن غطاء سني لدوره في الحرب التي تتزايد احتمالات توسعها الى لبنان .
يذكر ان الاعلان عن ولادة قوات الفجر طرح علامات استفهام عن توقيته وابعاده خصوصا ان الجماعة الاسلامية، تتموضع سياسيا في الجهة المناهضة لحزب الله من الناحية النظرية، لكن عمليا يستحيل ان تلعب دورا عسكريا في الجنوب الا بموافقة حزب الله وبغطاء منه .
النائب بلال الحشيمي اذ يعترف عبر "المركزية" بوقوف حزب الله وراء تفريخ هذه التنظيمات الاسلامية بغية تأمين غطاء سني لعمليات القتال التي يديرها من الجنوب، يلفت الى ان الحزب يلعبها ذكية بحيث يسمح لهذه الجماعات بالانطلاق من القرى والمناطق السنية مثل حلتا وكفرشوبا وشبعا، متناسيا بذلك ان قرار الحرب والسلم راهنا ليس بيده انما هو بيد ايران التي يهمها ان تجمعنا في يدها كأوراق تفاوض لتحقيق مصالحها سواء لدى اميركا او المجتمع الدولي بغية رفع العقوبات عنها او استعادة الاموال والارصدة المحتجزة لها في المصارف العالمية .
ويتابع ردا على سؤال: لا شك في ان حرب الابادة التي تشنها اسرائيل على غزة كشفت المستور واستنهضت ضمائر الشعوب العربية والاسلامية التي تظاهرت مستنكرة الصمت العالمي على المجازر المرتكبة بحق الاطفال والأبرياء، لكنها في الوقت نفسه ازاحت الستار عن المتاجرين بالقضية الفلسطينية وابنائها منذ 70 سنة حتى اليوم، ومنهم ايران بالطبع وغيرها من الانظمة العربية التي تكتفي بإطلاق المواقف والشعارات. حزب الله وصل الى حد تصنيف الناس كمقاومين ام لا في مزايداته بالدفاع عن القدس والاقصى وها هو اليوم ينتظر القرار الاسرائيلي لجره الى المعركة. صحيح أننا ضد الانجرار الى الحرب لكننا مع ان يتولى الجيش اللبناني وحده مهام الدفاع عن لبنان، فبحسب ما اتضح قرار الحرب والسلم هو بيد اسرائيل وايران وحدهما في الشرق الاوسط ككل.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك