يلتقي المراقبون المتتبعون لمسار الاحداث على الارض السورية، ان الضربة الاميركية البريطانية والفرنسية لمركز الابحاث الكيماوي في شمال دمشق وبعض المواقع العسكرية القريبة من المطارات السورية، لم تحدث تغييرا في الواقع القائم. انما كانت بمثابة اخراج لحفظ "ماء وجه" الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي مضى في تغريداته وتهديداته الى ابعد من سوريا وليطاول روسيا بالذات باعتبارها داعما اساسيا للنظام السوري ورئيسه بشار الاسد.
ويشير المراقبون عبر "المركزية" الى ان هذه الضربة من حيث تقييمها العسكري شكلت اخراجاً وانقاذاً للرئيس ترامب من الفخ الذي استدرجته اليه روسيا التي وجدت في العملية ذريعة ودافعاً لتعزيز وجودها العسكري حيث شوهدت اليوم البوارج العسكرية وبواخر الشحن الروسية الضخمة تنقل المزيد من المنظومات والاعتدة العسكرية وتعبر مضيق البوسفور متجهة نحو البحر الابيض المتوسط والشواطئ السورية.
ويضيف المراقبون: بات واضحاً من خلال هذا التعزيز الروسي لوجوده العسكري في سوريا وتفعيل دعمه لقوات النظام، ان المعركة الفصل ستكون في ادلب حيث تجرى الاستعدادات للقضاء على كل وجود مسلح معارض للنظام ورئيسه، الامر الذي يفضي الى ترجيح كفة الرئيس الاسد وضمان بقائه الى اطول فترة ممكنة بعد التوافق الاممي على حل الازمة السورية التي دخلت عامها السابع وان اوان ايجاد حل لها، لن يكون للنظام وقيادته الراهنة اي مكان فيه.
وفي وقت يتوقف المراقبون عند حديث بدأ يتصاعد في واشنطن عن ان جهة عربية تكفلت بتسديد ثمن الضربة الاميركية - البريطانية - الفرنسية، يذكّر المراقبون بقول الرئيس نبيه بري امام النواب الذين التقاهم في اطار اللقاء النيابي المفتوح هذا الاسبوع من ان تمويل الضربة الاميركية لسوريا سيكون من جيوب العرب.
من هنا يضيف ان "الضربة العسكرية الليلية" التي استهدفت سوريا كانت ايضا رسالة موجهة الى الجهات المعنية المؤيدة للنظام السوري من اجل ايجاد موطئ قدم لها على الخارطة السورية الجديدة وكعكة الاستثمار التي بدأ النظام والروس يوزعانها بالمليارات على الاعوان والمتعاونين من شركات صينية وايرانية وروسية.
في اي حال، يختم المراقبون ان تسارع الاحداث في اتجاه الحسم العسكري الذي يعتمده النظام السوري وحلفاؤه والذي سيجد ترجمة قريبة في منطقة ادلب، من شأنه ان يقضي على كل القوى العسكرية المعارضة وخصوصا المنظمات الارهابية والتكفيرية التي بدأ بتركها كل من امكن له العودة الى بلاده في الدول العربية والاجنبية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك