أشعلت زيادة الضرائب على الوقود وارتفاع تكاليف المعيشة الشارع الفرنسي تحت عنوان "القمصان الصفراء" التي حوّلت الإحتجاجات إلى تصعيد غير مسبوق في باريس عبر تحطيم واجهات المحلات التجارية والإعتداء على السيارات.
يوم السبت ستكون باريس وشوارعها الأساسيّة على موعد مع تحرّكات جديدة، على الرغم من تجاوب الحكومة الفرنسيّة مع بعض الطلبات، في محاولة تهدف لنزع فتيل أزمة التظاهرات.
موقع mtv تحدّث مع رئيس جمعيّة رجال الأعمال اللبنانيين في فرنسا أنطوان منسّى، الذي أكد أنّ "هناك من يحاول الإستفادة من هذه التحركات لتحقيق أهداف معيّنة، مع العلم أنّ من حرّك عدداً كبيراً من أصحاب "القمصان الصفراء" من الفرنسيين يرفض هو المسّ بالمستوى المعيشي بالدرجة الأولى".
وأضاف: "القمصان الصفراء" تمثّل 81% من الشعب الفرنسي اليوم، وذلك تبعاً للإحصاء الأخير"، مُبدياً اعتقاده أنّ "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لن يعلن الإستقالة من منصبه إلاّ أنّ شعبيّته تراجعت كثيراً".
وحول ما ينتظر فرنسا يوم السبت المُقبل، ينقل منسّى أنّه "يُحكى عن توجّه للتصعيد قد يُلامس قصر "الإليزيه"، متوقعاً أن "تنزل الدولة بقواها الامنية كافّةً لردع الإحتجاجات وقد يُعلن ماكرون حالة الطوارئ".
وكشف أنّه "على أثر الإعتداءات الأخيرة تمّ إلغاء مباريات ومهرجانات كانت قد حُدِّدت في باريس وغيرها من المدن لأخذ الإحتياطات اللازمة"، معتبراً في الوقت نفسه أنّ "سقوط ماكرون ليس وارداً حالياً".
وعن "القمصان الصفراء"، رأى منسّى أنّ "مشكلتهم تكمن في غياب أيّ إدارة أو قيادة وهم يتحرّكون بطريقة عشوائية ومن دون تنظيم"، لافتاً إلى أنّ "مواقع التواصل الاجتماعي لعبت الدور الأساس في دفع الأعداد الهائلة من الفرنسيين للنزول إلى الشارع، وإذا تمّ توقيف التواصل والإنترنت لساعات تتوقّف معها الإحتجاجات".
ويرى الصحافي اللبناني الياس مصبونجي، المُتابع عن كثب لمجرى التطوّرات الميدانية في فرنسا، أنّ "باريس ستكون أمام احتمالين في الساعات المقبلة، فإمّا أن تشهد تصعيداً سيُلحق المزيد من العنف بالعاصمة استكمالاً للتظاهرات التي بدأت منذ أيام وحتى الهيمنة على الوضع ككلّ، وإمّا أن يقوم فريق "القمصان الصفراء" بتنظيم الصفوف والتحرّك بصورة مختلفة تطرح علامة استفهام حول مدى قابليّتها للتطبيق"، مُشيراً إلى أنّ "هذين الموقفين يمثّلان توجّهين لدى المحتجّين".
وإذ رأى مصبونجي، لموقع mtv، أنّ "القمصان الصفراء" تمثل أكثر من 75% من الفرنسيين"، كشف أنّ "هناك توجهاً للتقليص من أعداد عناصر الأمن أمام في المقرّات الرسمية وخصوصاً القصر الجمهوري ومجلسي النواب والشيوخ لصالح فرض القوّة في الشوارع".
وتحدّث عن أنّ "لدى المحتجّين نظاماً مدروساً ومشفّراً للإتصالات من خلال شبكات التواصل الإجتماعي، وبطريقة سريّة، حيث يستعملون كلمات وألغازاً متفق عليها سلفاً".
ولفت إلى أنّ "90 مليون زائر قصدوا فرنسا هذا العام من دول العالم كافّةً، إلاّ أنّ أصحاب الفنادق يتوقّعون إلغاء الحجوزات في المرحلة المقبلة بنسبة 50 الى 60%".
السؤال الأهمّ اليوم: هل هي احتجاجات معيشيّة عابرة تشهدها فرنسا في أدقّ مكان فيها؟ أو أنها تعيش مرحلةً انتقاليّةً ستضعها في مقلبٍ آخر؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك