شهدت باريس، ومعها جزء كبير من العالم، يوماً أسود بعد احتراق كاتدرائية نوتردام التاريخية، التي تعدّ أحد أهم معالم المدينة منذ إنشائها قبل 700 عاماً.
وتعتبر الكاتدرائيّة من أشهر رموز العاصمة الفرنسيّة، وتقع في الجانب الشرقي من جزيرة المدينة على نهر السين، أي في قلب باريس التاريخي.
ويمثّل المبنى الذي تم الانتهاء من تشييده عام 1345 تحفةً في الفن القوطيّ، الذي ساد القرن الثاني عشر حتى بداية القرن السادس عشر، ويعد من المعالم التاريخية والمعمارية في فرنسا ومثالا على الأسلوب القوطي الذي عرف باسم "أيل دوزانس".
وزادت شهرة الكاتدرائية بعد ذكرها كمكان رئيسي للأحداث في رواية "أحدب نوتردام" الشهيرة، للكاتب فيكتور هوغو، في عام 1831.
وفي عام 1548، تعرضت الكاتدرائية لدمار بعض ممتلكاتها جراء أعمال شغب في باريس، كما خضعت لتعديلات كبرى أثناء عهد لويس الرابع عشر ولويس الخامس عشر، كجزء من محاولة مستمرة لتحديث الكاتدرائيات في مختلف أنحاء أوروبا.
وتتضمن الكاتدرائية برجين رئيسين، أحدهما البرج المدبب الأكثر وضوحاً، الذي يبلغ ارتفاعه 90 متراً، وهو الذي انهار مع الحريق، أما البرج الثاني فيبلغ ارتفاعه 69 متراً، كما تحتوي على 10 أجراس.
ومن أبرز الأحداث التي شهدتها الكاتدرائية الشهيرة، تتويج هنري السادس ملك إنكلترا ملكا لفرنسا في 1431، وحفل تتويج الزعيم الفرنسي نابليون بونابرت مع البابا بيوس السابع عام 1804.
وجاءت الحرب العالمية الثانية لتسبب المزيد من الضرر للمعلم الديني السياحي المهم، حيث أصيب بعض النوافذ الزجاجيّة الملوّنة في الطبقة الدنيا برصاصات طائشة.
وبدأت الكاتدرائيّة برنامجاً رئيساً للصيانة والترميم عام 1991، يستمرّ بالتقدم حتى اليوم، ولا يزال تنظيف وترميم المنحوتات القديمة مسألة حسّاسة ودقيقة جدّاً.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك