أصدرت الحكومة البريطانية، قبل يوم من انطلاق كأس العالم الذي سيقام في روسيا، بياناً جاء فيه أن هيئة أوامر الحظر الكروي قد صادرت 1254 جواز سفر يعود لمشجعي "هوليغانز"، ليُمنع حوالي 96% من المشاغبين الإنكليز من الوصول الى روسيا.
والى جانب ذلك، ستتواجد الشرطة البريطانية في روسيا، للعمل مع نظيرتها الروسية بهدف توفير الحماية للمشجعين الإنكليز، بعدما تأكّد سفر 10000 مشجعاً إلى روسيا من أجل تشجيع المنتخب الوطني الانكليزي.
وتهدف السلطات البريطانية، من خلال هذه الخطوات، الى تجنب ما حصل من أعمال عنف وشغب بين المشجعين الروس والإنكليز في مدينة مرسيليا الفرنسية خلال كأس أوروبا 2016، إذ تحوّل اليورو إلى مناسبة لتفجير مشاعر الكراهية بين الجمهورين.
وعلى خلفية أحداث عام 2016، عرضت الـBBC فيلماً وثائقياً عن تحضيرات "جيش المشاغبين" الروس لكأس العالم، كخضوعهم للتدريب القتالي. ويظهر الوثائقي "هوليغان" يتباهى بأنّ "بعضهم يهوى جمع الطوابع البريدية، وبعضهم الآخر يستلذ بتسلّق الجبال، أما نحن فنعشق القتال في الميدان"، كما وتوعّد آخر بـ"مهرجان للعنف" بمونديال روسيا.
وقد نشأ مفهوم الـ "هوليغانز" في بريطانيا وانتشر عبر العالم، ليصل إلى روسيا عام 1996 ويصبح اليوم من أشرس المجموعات التي تهدّد الأمن في البطولات الكروية وتستدعي تأهب الشرطة وعناصر مكافحة الشغب. فمن هم الـ "هوليغانز"؟ وما الفرق بينهم وبين باقي مشجعي لعبة كرة القدم؟
يفرّق خبراء الرياضة بين ثلاث مجموعات من مشجعي كرة القدم وهم الـ"هوليغانز"، الـ"ألتراز" والمشجعين العاديين.
تعني كلمة "هوليغانز" الأشخاص العنيفين وأصحاب السلوك المدمّر، وغالباً ما يتبنّون منهجاً عنيفاً في تشجيع الفرق يصل إلى حد الإعتداء الجسدي. ويُتّهم الـ"هوليغانز" بأنهم يذهبون لمتابعة المباريات وهم سكارى، أي لا يهمّهم الإستمتاع باللعبة بقدر ما تهويهم ممارسة أعمال الشغب.
أما الـ"ألتراز" فتعني التطرّف والانتماء غير المشروط والولاء الشديد للفرق. وبعكس الـ"هوليغانز" الذين يثيرون الرعب في نفوس الحاضرين، يضفي الـ"ألتراز"، بغنائهم الدائم وتردادهم الهتافات التشجيعية، البهجة والحماس في أرض الملعب.
يحفل تاريخ كرة القدم بالحوادث الدموية التي ذهب ضحيتها آلاف المشجّعين. وإذ تتوجّه الأنظار اليوم إلى روسيا مع إنطلاق بطولة كأس العالم، تساؤلات عدّة تُطرح حول ما إذا كانت ستتكرّر مشاهد العنف على أرض الروس، أم سيتمكّن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما في السياسة، من بسط سلطته وهيبته على الساحة الرياضية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك