تُعتبر جلطات الأوردة العميقة وانسداد الأوعية الدموية في الرئة من المشكلات الصحية الرئيسية في كل أنحاء العالم دون أيّ استثناء، والتي تسبّب سنوياً عدداً كبيراً من الوفيات اضافةً الى تداعياتها السلبية على صحة الإنسان ونوعية حياته. فما هي أهم الخطوات التي يمكن اتّباعها للحدّ من الإصابة بالجلطات الوريدية؟
تُعرف الأوعية الدموية على أنها الأنابيب التي يجري فيها الدم، ويوجد نوعان منها وهما الأوردة والشرايين. وببساطة، فإنّ الشرايين هي التي يجري فيها الدم الخارج من القلب، أي الذي تمّ ضخّه في الشرايين نتيجةً لانقباض عضلة القلب، أمّا الأوردة فهي الأوعية الدموية التي يمرّ الدم فيها عند رحلة العودة إلى القلب. وعلى كل شخص معرفة إذا كانت توجد لديه أحد عوامل ارتفاع احتمال خطورة الإصابة بجلطات الأوردة لحماية نفسه. وفي سياق التوعية على هذا الموضوع، حاورت «الجمهورية» الاختصاصي في جراحة الشرايين والاوردة الدكتور يوسف عسيران الذي استهلّ حديثه قائلاً: «بخلاف الأوردة السطحية الظاهرة للعيان عند النظر إلى الجلد، هناك شبكة من الأوردة العميقة التي لا تُرى بالعين المجردة.
وهذه الأوردة عرضة للإصابة بحالات تجلّط الدم، أي تكون خثرة من الدم المتجلّط، التي إما أن تسدّ تماماً جريان الدم في تلك الأوردة، وإما أنها قد تتفتّت، وبالتالي تنتقل إلى أماكن أعمق وأهم في داخل الجسم. كما أنّ غالبية هذه الحالات تصيب الأوردة العميقة في الساقين أو الفخذين، وعند حصولها يمكن ملاحظة عدد من العلامات بعد فحص جلد المنطقة المصابة كحرارة ودفء عند لمس الجلد، الألم حتى دون لمس جلد المنطقة المصابة، تورّم أو انتفاخ في الساق أو الفخذ واحمرار الجلد. ورغم ذلك، 50 في المئة من الأشخاص الذين يصابون بجلطات الأوردة، لا تظهر عليهم عوارض تدلّ على وجودها، ما يحتّم انتباه الأطباء لاحتمالات وجودها دون عوارض ظاهرة، وتشخيص الإصابة بها عبر فحوصات الأشعة الصوتية، بتقنية الدوبلر، أو غيرها من وسائل الكشف بالأشعة».
6 خطوات تحميكم من جلطات الأوردة
المرضى الأكثر عرضة للإصابة بجلطة الأوردة العميقة، هم الذين لديهم إصابة سابقة بجلطة في الأوعية الدموية في الرئة، أو بجلطة الأوردة العميقة في الساق أو الفخذ، والذين يعانون من حالة سرطان منتشر في الجسم، أو وجود اضطراب في شكل الأوردة، مثل دوالي أوردة الساقين أو الفخذين، اضافةً الى المدخنين، المرأة الحامل، تناول هرمون الإستروجين الأنثوي كما في حبوب منع الحمل أو حبوب الهرمونات الأنثوية التعويضية التي تُعطى في فترة بلوغ سن اليأس، والذين يعانون من السمنة او الوزن الزائد. في المقابل، 6 خطوات مهمة، تعدّ من أبرز وسائل الوقاية من جلطات الأوردة، يشير اليها د. عسيران قائلاً: «حينما تضطرون إلى الجلوس لفترات طويلة، مثل السفر في الطائرة أو السيارة أو القطار، لمدة تتجاوز أربع ساعات، عليكم مراعاة النقاط الآتية:
الجلطة الرئوية
من جهة أخرى، تُفسَّر الجلطة الرئوية على أنها انسداد وتلف في جزء من الرئة، ناتج عن عدم وصول كمية كافية من الدم إلى الرئتين، وبالتالي انخفاض نسبة الأوكسجين في الدم وسائر أجهزة الجسد، مهدّداً بذلك حياة الأشخاص المصابين بالجلطة إن لم يقدَّم العلاج الفوري لهم. في هذا الاطار، يوضح د. عسيران أنّ «الدراسات قد اظهرت أنّ ثلث الأشخاص الذين لم يقدَّم لهم العلاج فور اكتشاف الجلطة الرئوية قد ماتوا، والأخرين أكملوا حياتهم بوجود أمراض رئوية ومراجعات دورية للطبيب، على عكس الأشخاص الذين تلقّوا الرعاية الكاملة، فقد نجوا من حدوث ضرر دائم في الرئة. وتوجد فئة من الناس معرّضة أكثر من غيرها للإصابة لا سيما مرضى السرطان، مَن لديهم تاريخ عائلي بالإصابة بالانسداد، مَن هم فوق الـ60 سنة، مَن تعرّضوا لسكتات دماغية وتوقف عمل قلبهم سابقاً، مَن تعرّضوا لكسور خطيرة في الساق والورك، والذين يتناولون هرموني الأوستروجين أو التستوستيرون، اضافةً الى البدانة المفرطة».
مؤشرات حال الطوارئ
التعرّض لكسور وصدمات قوية يسبّب تلف الأوعية الدموية وبالتالي الجلطات بعد العمليات الجراحية اضافةً الى العلاج الكيميائي للسرطان الذي يسبّب تجلّط الدم بسهولة وبالتالي انسداد الرئة، كذلك الخمول والبقاء على الوضعية نفسها لفترات طويلة، حيث يركد الدم في مناطق الجسم الدنيا، خصوصاً عند المرضى الجالسين على فراش المرض لمدة طويلة، والبدناء الذين لا يتحرّكون باستمرار، اضافةً الى العوامل الوراثية. ويلفت د. عسيران الى أهم المؤشرات التي تدلّ على التعرّض للجلطة الرئوية قائلاً: «آلام في الصدر يصاحبها آلام وتشنّج في الكتف واليدين والرقبة، الدوار، عدم القدرة على النوم، اضطراب في نبضات القلب، ازرقاق الجلد، إفراز الدم من فم او أنف المريض والتنفس السريع والإغماء. وهنا اشدّد على ضرورة استدعاء العناية الطبّية فور ملاحظة جميع أو بعض هذه العوارض».
الأدوية أو الجراحة؟
يختلف علاج الانسداد بحسب درجته ومدة حدوثه، وعمر المريض وحالته الصحية، أمّا عن ابرز العلاجات فيوضح د. عسيران أنه «يمكن أنّ نبدأ بالعلاج الدوائي الذي يصفه الطبيب عند حدوث جلطات طفيفة والتي تعالج بمضادات التخثر، والتي تعمل على منع تكوّن جلطات جديدة، أو يمكن أن يصف ايضاً محلّلات الجلطة (thrombolytic) لتفكيك الجلطات وتحليلها بشكل سريع للحدّ من المضاعفات والنزيف. في المقابل، يمكن أن يكون العلاج جراحيّاً حيث يستخدم الطبيب في هذه الحال أنبوباً يُسمى القسطرة، تتخلّص فيه الشرايين الكبيرة من الجلطات، وهي طريقة صعبة نسبياً وغير مفضّلة، لذلك يلجأ العديد من الأطباء الى الجراحة المفتوحة، وذلك في حالات طارئة في حال لم يستجب المريض للأدوية أو للقسطرة».
تُعرف الأوعية الدموية على أنها الأنابيب التي يجري فيها الدم، ويوجد نوعان منها وهما الأوردة والشرايين. وببساطة، فإنّ الشرايين هي التي يجري فيها الدم الخارج من القلب، أي الذي تمّ ضخّه في الشرايين نتيجةً لانقباض عضلة القلب، أمّا الأوردة فهي الأوعية الدموية التي يمرّ الدم فيها عند رحلة العودة إلى القلب. وعلى كل شخص معرفة إذا كانت توجد لديه أحد عوامل ارتفاع احتمال خطورة الإصابة بجلطات الأوردة لحماية نفسه. وفي سياق التوعية على هذا الموضوع، حاورت «الجمهورية» الاختصاصي في جراحة الشرايين والاوردة الدكتور يوسف عسيران الذي استهلّ حديثه قائلاً: «بخلاف الأوردة السطحية الظاهرة للعيان عند النظر إلى الجلد، هناك شبكة من الأوردة العميقة التي لا تُرى بالعين المجردة.
وهذه الأوردة عرضة للإصابة بحالات تجلّط الدم، أي تكون خثرة من الدم المتجلّط، التي إما أن تسدّ تماماً جريان الدم في تلك الأوردة، وإما أنها قد تتفتّت، وبالتالي تنتقل إلى أماكن أعمق وأهم في داخل الجسم. كما أنّ غالبية هذه الحالات تصيب الأوردة العميقة في الساقين أو الفخذين، وعند حصولها يمكن ملاحظة عدد من العلامات بعد فحص جلد المنطقة المصابة كحرارة ودفء عند لمس الجلد، الألم حتى دون لمس جلد المنطقة المصابة، تورّم أو انتفاخ في الساق أو الفخذ واحمرار الجلد. ورغم ذلك، 50 في المئة من الأشخاص الذين يصابون بجلطات الأوردة، لا تظهر عليهم عوارض تدلّ على وجودها، ما يحتّم انتباه الأطباء لاحتمالات وجودها دون عوارض ظاهرة، وتشخيص الإصابة بها عبر فحوصات الأشعة الصوتية، بتقنية الدوبلر، أو غيرها من وسائل الكشف بالأشعة».
6 خطوات تحميكم من جلطات الأوردة
المرضى الأكثر عرضة للإصابة بجلطة الأوردة العميقة، هم الذين لديهم إصابة سابقة بجلطة في الأوعية الدموية في الرئة، أو بجلطة الأوردة العميقة في الساق أو الفخذ، والذين يعانون من حالة سرطان منتشر في الجسم، أو وجود اضطراب في شكل الأوردة، مثل دوالي أوردة الساقين أو الفخذين، اضافةً الى المدخنين، المرأة الحامل، تناول هرمون الإستروجين الأنثوي كما في حبوب منع الحمل أو حبوب الهرمونات الأنثوية التعويضية التي تُعطى في فترة بلوغ سن اليأس، والذين يعانون من السمنة او الوزن الزائد. في المقابل، 6 خطوات مهمة، تعدّ من أبرز وسائل الوقاية من جلطات الأوردة، يشير اليها د. عسيران قائلاً: «حينما تضطرون إلى الجلوس لفترات طويلة، مثل السفر في الطائرة أو السيارة أو القطار، لمدة تتجاوز أربع ساعات، عليكم مراعاة النقاط الآتية:
- الحرص على النهوض والمشي كل ساعتين على أعلى تقدير.
- إجراء تمارين لتحريك القدمين والساقين، أثناء الجلوس على المقعد.
- شرب كميات وافرة من الماء، وتجنّب تناول الكحول أو المشروبات المحتوية على الكافيين.
- ما إن تتاح لكم الفرصة، أي مباشرةً بعد انقضاء رحلة السفر أو عند سماح الطبيب بالحركة بعد العملية الجراحية، احرصوا على المشي من آنٍ لآخر.
- إن كنتم من الأشخاص الذين ترتفع لديهم احتمالات خطورة الإصابة بجلطات الأوردة، ناقشوا الموضوع مع طبيبكم لاستخدام أنواع الجوارب العالية، التي تصل إلى الركبة أو ما فوقها، لمنع حصول تجمّع الدم في أوردة الساقين أو الفخذين، واحرصوا أيضاً على الاستفسار اذا كان يجب تناول أحد الأدوية المُسيّلة للدم والمانعة من تجلّط الدم.
- إحرصوا دائماً على ممارسة الرياضة البدنية، وعلى حفظ وزن الجسم ضمن المعدّلات الطبيعية، وعلى عدم التدخين.
الجلطة الرئوية
من جهة أخرى، تُفسَّر الجلطة الرئوية على أنها انسداد وتلف في جزء من الرئة، ناتج عن عدم وصول كمية كافية من الدم إلى الرئتين، وبالتالي انخفاض نسبة الأوكسجين في الدم وسائر أجهزة الجسد، مهدّداً بذلك حياة الأشخاص المصابين بالجلطة إن لم يقدَّم العلاج الفوري لهم. في هذا الاطار، يوضح د. عسيران أنّ «الدراسات قد اظهرت أنّ ثلث الأشخاص الذين لم يقدَّم لهم العلاج فور اكتشاف الجلطة الرئوية قد ماتوا، والأخرين أكملوا حياتهم بوجود أمراض رئوية ومراجعات دورية للطبيب، على عكس الأشخاص الذين تلقّوا الرعاية الكاملة، فقد نجوا من حدوث ضرر دائم في الرئة. وتوجد فئة من الناس معرّضة أكثر من غيرها للإصابة لا سيما مرضى السرطان، مَن لديهم تاريخ عائلي بالإصابة بالانسداد، مَن هم فوق الـ60 سنة، مَن تعرّضوا لسكتات دماغية وتوقف عمل قلبهم سابقاً، مَن تعرّضوا لكسور خطيرة في الساق والورك، والذين يتناولون هرموني الأوستروجين أو التستوستيرون، اضافةً الى البدانة المفرطة».
مؤشرات حال الطوارئ
التعرّض لكسور وصدمات قوية يسبّب تلف الأوعية الدموية وبالتالي الجلطات بعد العمليات الجراحية اضافةً الى العلاج الكيميائي للسرطان الذي يسبّب تجلّط الدم بسهولة وبالتالي انسداد الرئة، كذلك الخمول والبقاء على الوضعية نفسها لفترات طويلة، حيث يركد الدم في مناطق الجسم الدنيا، خصوصاً عند المرضى الجالسين على فراش المرض لمدة طويلة، والبدناء الذين لا يتحرّكون باستمرار، اضافةً الى العوامل الوراثية. ويلفت د. عسيران الى أهم المؤشرات التي تدلّ على التعرّض للجلطة الرئوية قائلاً: «آلام في الصدر يصاحبها آلام وتشنّج في الكتف واليدين والرقبة، الدوار، عدم القدرة على النوم، اضطراب في نبضات القلب، ازرقاق الجلد، إفراز الدم من فم او أنف المريض والتنفس السريع والإغماء. وهنا اشدّد على ضرورة استدعاء العناية الطبّية فور ملاحظة جميع أو بعض هذه العوارض».
الأدوية أو الجراحة؟
يختلف علاج الانسداد بحسب درجته ومدة حدوثه، وعمر المريض وحالته الصحية، أمّا عن ابرز العلاجات فيوضح د. عسيران أنه «يمكن أنّ نبدأ بالعلاج الدوائي الذي يصفه الطبيب عند حدوث جلطات طفيفة والتي تعالج بمضادات التخثر، والتي تعمل على منع تكوّن جلطات جديدة، أو يمكن أن يصف ايضاً محلّلات الجلطة (thrombolytic) لتفكيك الجلطات وتحليلها بشكل سريع للحدّ من المضاعفات والنزيف. في المقابل، يمكن أن يكون العلاج جراحيّاً حيث يستخدم الطبيب في هذه الحال أنبوباً يُسمى القسطرة، تتخلّص فيه الشرايين الكبيرة من الجلطات، وهي طريقة صعبة نسبياً وغير مفضّلة، لذلك يلجأ العديد من الأطباء الى الجراحة المفتوحة، وذلك في حالات طارئة في حال لم يستجب المريض للأدوية أو للقسطرة».
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك