أجرى علماء كلية ييل للصحة العامة أشمل دراسة حتى الآن لمشكلة ليس من المحبذ مناقشتها في المجتمعات؛ المقصود هنا استبعاد كبار السن من الحياة الاجتماعية.
وتفيد مجلة PLOS ONE بأن الخبراء يشيرون، إلى أن تأثير هذه الظاهرة لغاية اليوم لم يكن مدروسا بصورة كافية، ولم يقيم في صحة كبار السن.
ولكن خلال الدراسة الدورية المنتظمة الواسعة النطاق التي ترأسها البروفيسور بيكا ليفي، وكانت جزءًا من الحملة العالمية التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية أخيراً ضد التمييز بشأن العمر، بدعم من 194 دولة، التي جرى خلالها تحليل وبحث أكثر من 400 دراسة علمية سابقة شملت زهاء 7 ملايين متطوع.
وقد ركز الباحثون على تأثير الموقف السلبي من كبار السن في المجتمع، في الجوانب الرئيسة للحياة، واتضح أن الصور النمطية المرتبطة بالعمر تؤثر بشكل سلبي ليس فقط على السمات الشخصية للشخص المسن، بل وفي رضاه عن نفسه. وإن التمييز على أساس العمر يشكل خطورة حقيقية للصحة ويهدد المسنين بنتائج سلبية من بعض الأمراض المزمنة والاكتئاب. كما أكد الباحثون على أن العداء الاجتماعي للمسنين يخفض طول أعمارهم.
والمثير للاهتمام، أن الموقف المتحيز من المسنين، يعاني منه كبار السن من جميع الجنسيات. وقد اكتشف العلماء ما يثبت أن هذا التحيز له أضرار صحية لكبار السن على الأقل في 45 دولة مختلفة التطور، من بينها ألمانيا وأستراليا والصين، حيث ينخفض طول عمر المسنين مقارنة بالشعوب الأخرى.
وهذا يعني أن تعبير "التمييز" في المجتمع لا علاقة له أبدا بمستوى التطور؛ فمثلا في نيبال ينظر الناس إلى كبار السن بإيجابية ويحظون باحترام كبير.
كما درس فريق البحث برئاسة ليفي، مستوى حصول المسنين على الرعاية الصحية، وفترة العلاج وجودته وفعاليته في مختلف بلدان العالم. واكتشفوا أن الأمر سيء بالنسبة لهم.
وقد اكتشف الباحثون في 85% من الدراسات السابقة دلائل تشير إلى رفض المؤسسات الطبية تقديم المساعدة اللازمة لكبار السن. وأن حصولهم على بعض الخدمات الطبية محدود جدا. كما أن 92% من الدراسات، تشير إلى أن التقدم بالعمر يؤثر في قرار الأطباء في تحديد نوع العلاج اللازم للشخص المسن، وهذا يعني أن فعالية العلاج كانت محدودة، وهذا الاتجاه وفقا للباحثين يتعزز.
واستنادا إلى هذه النتائج يقول البروفيسور ليفي، من الضروري اتخاذ اجراءات وتدابير لتجاوز هذه المشكلة الخطرة-مشكلة الموقف السلبي من المسنين.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك