اختتمت مهرجانات القبيات الدولية لياليها الفنية وكذلك برنامج نشاطاتها البيئية السياحية المواكبة لها، حيث تمكن عدد كبير من حضور المهرجانات وهم من محبي المشي في الطبيعة إلى التعرف، خلال الرحلة الاخيرة، على تدرج الغطاء النباتي من أعلى القمم في عكار وصولا الى بلدة القبيات، واختبروا حضور الثروة المائية بينابيعها ومشاكلها، ولذلك اطلق على المسير اسم "درب الينابيع".
وقال رئيس مجلس البيئة الدكتور انطوان ضاهر المواكب لهذا المسار: "ان المشاركين انطلقوا من غابة كرم شباط على ارتفاع 1650 م. ما بين اشجار الشوح الكيليكي المعمر والغني هذه السنة بأكوازه الوفيرة والتي تزين رأس الشجرة، واشجار الأرز اللبناني واللزاب بأنواعه الأربعة. فكان المسير ينحدر رويدا حتى محلة "كاف وهبة" حيث تعرف المشاركون على شجرة البرو وهو من فصيلة اللزاب، هذه الشجرة الوحيدة في غابات القبيات والتي لا ثانٍ لها، بينما نجدها بوفرة في غابات الضنية وأيضا في غابة القلة على مشارف وادي جهنم وفي غابات مشمش عكار".
اضاف: "كما تعرف المشاركون أيضا على أشجار العزر المتناثرة ما بين الشوح والأرز واللزاب. وعند ارتفاع 1400م. بدأ يظهر الصنوبر البري محتلا رؤوس القمم حيث يقاوم الشمس والريح والجفاف تاركا الوادي الرطب للشوح الذي يتطلب حرارة متدنية ورطوبة لا يجدها في رؤوس التلال. ونزل المشاركون رويدا رويدا حتى "الوادي الأسود" الذي يأخذ اسمه من ظلال الشوح الكثيف فيه، وهناك تنعم السائرون بمشهد الشوح الضخم والمتناسق. وفي عين تابت القابعة في اسفل "الوادي الأسود" شربوا الماء العذب البارد الذي لم يطاله التلوث بعد ،الضارب في اعماق مياهنا الجوفية بفعل اعمال الإنسان. وكانت استراحة أولى في "المصطبة" في ظلال الصنوبر القديم والمطلة على الوادي الفسيح. منها تابع المشاركون سيرهم حتى شير النمر الرائع المطل على عكار العتيقة، ومن هناك إلى زبود ومدافنها الكنعانية المحفورة في الصخر مع عمود في الوسط حامل لسطح الردهة المدفنية التي تتضمن مدافن مستطيلة منحوتة في الأرض الصخرية وأخرى على جوانب القاعة مع قبب صغيرة".
وبعد استراحة غذاء في حرج صنوبري وارف، كانت زيارة إلى نبع البنات الذي جف منذ بضعة أسابيع على غير عادته، إيذانا بانخفاض خطر لمستوى المياه الجوفية.
وفي نهاية المسير، استراحة مماثلة في نبع حمادة الذي يؤمن مياه الشفة لحي القطلبة في القبيات.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك