احتفل رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر قبل ظهر اليوم، في كاتدرائية مار جرجس في بيروت، بخميس الأسرار ورتبة الغسل بمعاونة النائب العام للأبرشية المونسنيور جوزف مرهج ورئيس كهنة الكاتدرائية المونسنيور اغناطيوس الاسمر والقيم العام المونسنيور شربل بشعلاني والنواب الأسقفيين أنطوان سيف وعبده واكد وأنطوان عساف والمونسنيور نعمة الله شمعون والآباء خليل شلفون وعصام ابراهيم وجان بول أبو غزاله وبيار أبي صالح ورشيد أبي خليل.
وشارك في القداس والرتبة، إلى كهنة الأبرشية ورهبانها، النائب حكمت ديب وممثلو هيئات روحية وراعوية واجتماعية ومصلون. وبعد غسله أرجل اثني عشر إكليريكيا من الأبرشية، ألقى مطر عظة تحدث فيها عن خميس الأسرار ومعانيه في حياة المعمدين، وقال: "نشكر الله من صميم القلب على افتقاده لنا وعلى كل الرحمة التي منحناها كما منع العالم كله. لقد أظهر حبه العظيم للناس، وأوصانا بأن نعيش نحن بدورنا هذا الحب بعضنا تجاه بعض، بالرحمة والتضامن، ومن علامات المحبة الإلهية الكبرى التي يجب أن نضعها في قلوبنا، هي غسل أرجل الرسل وغسلنا لأرجل بعضنا".
أضاف: "في مثل هذا اليوم، يوم وداع ربنا للأرض التي سيبقى فيها تحت شكلي الخبز والخمر، حاضرا مقويا مغزيا، ترك لنا أسراره العظيمة، ما شاهدناه اليوم هو سر محبته واتضاعه العظيم الذي يجب أن يحرك قلوبنا على الدوام باتجاهه وأن نشهد لمحبته في كل الدنيا. وبعد ذلك رسم لنا سرا عظيما، هو سر القربان الأقدس، سر حضوره الدائم معنا، كان سيغادرنا لكنه أراد أن يبقى معنا أيضا في رحلة تستمر إلى الأبد. رحلة الكنيسة المتعاظمة يوما بعد يوم لتصير بحدود الدنيا بأسرها، حين يرد الرب الملك إلى أبيه وتجتمع الشعوب كلها بمحبة وصفاء وسلام إخوة كما أرادهم الله أن يكونوا.
ثم رسم سر الكهنوت المقدس، أي رسم الرسل ومن بعدهم الذين سيقدسون الخبز والخمر ويصنعون القربان في الكنيسة ويعطونه للجائعين إلى الله، إلى الحقِ، إلى الحياة على مدى الدهر وإلى آخر يوم من أيام هذه الدنيا.
نشكره من صميم القلب على كل عطاياه وبصورة خاصة في هذا اليوم المبارك مع قداسة البابا وغبطة أبينا البطريرك ومع جميع الأساقفة في العالم، نحي سر الكهنوت، عيد الكهنة وهم في الأبرشية أكثر من 160 كاهنا وراهبا يخدمون الأنفس أمام الله في هذا اليوم المبارك، وأمامكم نجدد إيماننا بالرب، ونشكره على أنه أعطانا نعمة الكهنوت، لنشترك برعاية شعبه المقدس المبارك. وقد سلمنا بحسب رسالة البابا وحسب تعاليم الكنيسة، مسؤولية نشر كلمة الله للعالم أجمع، نحن مسؤولون عن كلمة الله يجب أن ندخلها في قلوبنا أولا بالصلاة والتقوى لتفعل فعلها في نفوسنا وبعد ذلك تفعل فعله الأكبر في نفوس المؤمنين".
وتابع: "لقد سلمنا الرب يسوع أن نكون وكلاء أسراره المقدسة، أن نعمد ونكلل ونقدس ونبارك المرضى ونقوم بخدمة الأسرار خدمة من أجل شعب الله، فرحنا ورسالتنا وشرفنا أن نقوم بهذه الخدمة. ولذلك نطلب صلاتكم حتى نقوم بها خير قيام لأننا وسطاء بنعمة الله بينه وبين شعبه، هو الذي يمنح عبر أيدينا المتواضعة وكلماتنا، نعمته وقداسته لكل المؤمنين. كما سلمنا رعاية شعب الله، ونصحه النصح الأخوي باسم الروح القدس ونوحد صفوفه على المحبة والخير ونساعد على أن نعيش كلنا عيشة المسيح وأن تكون رسالتنا واضحة في العالم بأسره. الكنيسة هي درة الدنيا، هي نعمة الحياة للإنسانية كلها، هي حضور المسيح في الكون وحضور محبته ونعمته في العالم حفظا لحقوق الناس وحقوق الضعفاء والمظلومين وحقوق المرأة والطفل، وحقوق المهمشين، نصرخ صرحة الأنبياء أمام الحكام والمسؤولين، أن اهتموا بناسكم وشعبكم. وليعطي الرب كنيستنا وكهنتا أن نكون كلنا رعاة بحسب قلب المسيح، هذه صلاتي وصلاة الكهنة الأحباء، من أجلكم وطلب لكم أن تصلوا من أجلنا لأننا وإياكم جسد المسيح الواحد".
وختم: "أنتم أيضا مرسلون من المسيح بنعمة عمادكم لتشهدوا للمسيح وتخدموا بكل المجالات ونكون وإياكم كنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية هي خميرة الدنيا من الآن وإلى آخر الدهر. نحن نسير مع المسيح في درب الصليب ونموت معه عن الخطيئة وعن كل ما لا يرضيه على رجاء أن نحيا القيامة ونبارك قيامته وتكون قيامتنا نحن إلى حياة جديدة وإنسانية متجددة".
واختتم القداس بزياح القربان وصمده.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك