ناقش المصرفي شربل انطوان السكاف اطروحة الدكتوراه (Ph.D) في التاريخ والعلاقات الدولية من جامعة القديس يوسف في بيروت وذلك بتاريخ 6 حزيران 2019 والتي تحمل العنوان:
Les enjeux politiques et géopolitiques de la découverte du gaz en Méditerranée orientale : le cas du Liban - une souveraineté recouvrée?
تعتبر الاطروحة البحث العلمي الاول الذي تناول الموضوع من كافة جوانبه مع تسليط الضوء على معلومات ومعطيات سباقة في هذا المجال.
فلقد ناقشت اشكالية ملف الغاز الذي يعتبر أداة تمت من خلالها دراسة سيادة الدولة اللبنانية ومدى قدرتها على ممارسة هذه السيادة بعد العام 2005، وذلك بعد ان اصبح لبنان من جديد لاعباً يتم التعاطي معه بشكل مباشر من قبل القوى الكبرى. وبينت كذلك مدى قدرة الدولة اللبنانية ومؤسساتها على ممارسة سيادتها من خلال ادارة ملف شائك كالنفط، ومدى استعداد القوى السياسية لتجاوز الخلافات للسير قدماً في الملف، علماً ان الانقسامات الطائفية طبعت كل مراحل الملف.
وناقشت الدراسة موقع لبنان الجديد على الصعيد الاقليمي والدولي. فلقد أوجد الغاز الذي يعتبر عاملاً اساسياً لفهم العلاقات الدولية سبباً اضافياً لتدخل القوى الكبرى بصورة مباشرة مع امكانية ان يكون عامل سلام أو نزاعات. وابرزت الاطروحة أهمية تحديد وتجديد السياسة الخارجية للبنان واتخاذ المبادرات بعد استعادة السيادة بظل انقسام داخلي حاد.
أما على الصعيد الاقليمي، فناقشت تشكل الاحلاف النفطية الاقليمية وعلى رأسها مصر وتركيا بالاضافة الى دور كل من اسرائيل وايران. ولقد بينت الدراسة ان الغاز ساهم في تجديد الدور الاقتصادي التاريخي لمنطقة شرقي المتوسط التي اصبحت مسرحاً للقضايا الكبرى وحلقة جيوبوليتيكية اساسية. واضاف طبقة جديدة من النزاعات الى القائمة أصلاً، وادى الى بروز محاور نفطية سياسية جديدة. كما انه ساهم في خلق ديناميكية دولية للتسابق نحو المنطقة، وادى الى ظهور لاعبون جدد كدولة النروج التي تعتبر قوة متوسطة صاعدة ومحايدة.
واصبح الغاز قضية اقتصادية وسياسية محورية في السياسة اللبنانية، وتم تحويله الى اداة ووسيلة للنزاعات والحلول في ان معاً، ساهم في تزكية الصراعات الطائفية بدون أن يؤدي الى حرب أهلية. وعادت الدولة اللبنانية لاعباً يسعى لممارسة دوره وسيادته وان بشكل غير كامل مع الاشارة ان الغاز عزز موقع لبنان كدولة مستقلة يتطلع الجميع الى التعاون معها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك