بعدما وصل التفاوض بين رئيس التيار "الوطني الحر" جبران باسيل والرئيس المكلف حسان دياب الى تقاسم الحقائب واسقاط الاسماء، يبدو ان التأليف يعود الى الوراء او الى المربع الاول، مع اتجاه تكتل "لبنان القوي" الى اعلان بقائه خارج التركيبة الحكومية، و"ذلك للتسهيل ورفع مسؤولية التعطيل عنه".
وقد اعلن مصدر في التكتل لـ وكالة "اخبار اليوم": "اننا لن نشارك وفق الخيار الذي يريده دياب، ولا مجال للاتجاه نحو اعادة التسمية، فلا يمكن سحب التكليف من اي رئيس حكومة، لكن الاكيد اننا سنكون خارج الحكومة".
نرضي الشارع وقناعاتنا
واذ اشار المصدر الى انه بين اليوم والغد ستتضح الكثير من المعطيات، واوضح عبر وكالة "أخبار اليوم" ان الموقف بناء على معطيات لدى التكتل، وليس ردا على طرح رئيس مجلس النواب نبيه بري بتأليف حكومة سياسية ولمّ الشمل، مع العلم ان الاخير لا يطرح لمّ الشمل بل تقاسم الحصص، كما ان الامر يعني عودة الرئيس سعد الحريري وممثلين عن النائب السابق وليد جنبلاط... وايضا علي حسن خليل الى وزارة المال... مشددا على ان هذا ما لا يمكن ان نقبل به في وقت نطالب بحكومة انقاذ تتألف من الاختصاصيين.
وتابع: نحن عدنا الى خيارنا الاساسي، لنرضي الشارع وقناعاتنا في آن. نطالب بحكومة اختصاصيين وغير سياسيين، ولم يشاركوا في حكومات سابقا، وتحديداً في الحالية التي تصرّف الأعمال.... وعندها فليؤلّف دياب وفق هذه المعطيات، وكل طرف يتحمّل مسؤوليته في معالجة الملفات. واشار الى اننا لم نتفق مع دياب، وهذا الموقف ليس منسقا معه، بل هو الذي يضع الشروط التي لا تتوافق مع رؤيتنا للحل.
وقال: لن نضع الرئيس المكلف في مواجهة مع بري او مع سواه، بل نحن الى جانبه فليبادر.
وسئل: في حال لم تنل حكومة دياب الثقة؟ اجاب المصدر: من المكبر الحديث منذ الآن عن الثقة، من المنطق ان مَن سمى دياب يمنح حكومته الثقة. واضاف: اذا كنا خارج الحكومة نكون خارج الحكم، صحيح اننا نستطيع ان ندعم دياب، لكن تقع على عاتقه ادارة البلد لا سيما بالنسبة الى معالجة الملفات الاقتصادية والمالية التي وصلت الى خطورة لم تعد تُحتمل.
حكومة حزب الله
وماذا عن ضرورة تأليف حكومة سياسية لمواجهة تحديات المنطقة؟ اجاب المصدر سائلا: ماذا يمكن ان يقوم به السياسيون داخل الحكومة في اطار هذه المواجهة! مشيرا الى ان اي حكومة سياسية انطلاقا من الاطراف التي سمّت الرئيس دياب، سيصفه المجتمع الدولي والعربي وايضا المحلي، بأنها "حكومة حزب الله"، وعندها ستزيد حدة المشاكل والضغوط، وعندها لا مجال للبحث مع الجهات المانحة بأي مساعدات.
واذ اشار الى اننا لا نعرف ان كانت ستنجح هكذا حكومة انما سنعمل ما علينا ونقدّم لها كل مقوّمات النجاح، فالتكتل سيسهل ويساعد، لكن لا يمكن ان نكون مكان دياب "الذي يركب فريق العمل الذي يريده"، وشدد على اننا في المقابل لا يمكن الا ان نكون ايجابيين، فهذه الحكومة تشكَّل في عهد الرئيس عون.
نحذر من الأسوأ
وفي سياق متصل، انتقد المصدر بشدة موقف الرئيس بري، قائلا: هو شخص اساسي في التركيبة السياسية القائمة منذ 30 سنة، واوصلت البلد الى ما نحن فيه وهو يتحمّل جزءا من المسؤولية، لافتا الى ان وزير المال في حكومة تصريف الاعمال - الذي ينتمي الى فريق بري- عرقل كل مشاريع وزراء التيار "الوطني الحر"، وصولا بالأمس الى عرقلة دور لبنان في الامم المتحدة.
واين "حزب الله" مما هو حاصل، اوضح المصدر ان الحزب دائما لا يدخل في هذا النوع من الصراعات، هو في معظم الاحيان يقف موقف المتفرّج الا اذا توفّرت لديه امكانية التقريب في وجهات النظر.
وختم المصدر محذرا من ان الامور تذهب نحو الأسوأ خاصة على الصعيد المالي.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك