أكد عضو كتلة "التنمية والتحرير النيابية" النائب ايوب حميد ان "الجميع اليوم يتطلع إلى فرصة خلاص"، لافتا الى أن "ما مر بهذا الوطن من أزمات ليس أقلها النظام السياسي الذي فيه من الطائفية البغيضة ما يجعل كل شخص، يتطلع إلى الحرية والكرامة، وبالتالي ينفر ويشمئز من هذا النظام البغيض، وكل ساع إلى استدراك ما فاته من ظروف قاسية وصعبة، أزمات القلق على البقاء وأزمات الحاضر بما فيه من آلام وبما فيه من آمال، وأزمات العدوان الإسرائيلي البغيض على الوطن بكل أطيافه، وما جره هذا العدوان الإسرائيلي على هذه الأمة كافة، وعلى الأساليب الملتوية والأساليب غير المقنعة في إدارة أمور البلاد، الناس وقد ناءت بالأثقال والأحمال القاسية التي ترهق كل بيت وتجعل من كل شاب أو فتاة أو أب أو أم يصل في وقت من الأوقات إلى يأس أو قنوط من الخلاص ومن الواقع المرير".
كلام حميد جاء في احتفال تأبيني اقامته حركة "أمل" في الصرفند، في حضور النائب علي عسيران، فاعليات بلدية واختيارية واجتماعية وأمنية وتربوية وحشد من أهالي البلدة والجوار.
وعن الأزمة الحالية، قال حميد: "ندرك أن هناك حصارا على لبنان واللبنانيين، نشهده في المغتربات، كما نشهده في كيفية التضييق على رجال الأعمال من أبنائنا، نشهده في الضغط على بعض المؤسسات المصرفية والنقدية، نشهده في هذا الحصار الذي يضع للناس قيودا تمنع عليهم أن يسافروا أو يهاجروا أو يطلبون رزقا حلالا في بلد من البلدان. ندرك أن هناك تضييقا على العامل والفلاح، وكل طامح في هذا الوطن لتغيير الواقع المأزوم، ومن هناك كان الحراك الذي شهدناه والذي بدأ مرحلة الشهر الرابع، كان الجميع يتطلع إلى أن يكون هناك فرصة حقيقية تصغي لوجع الناس وعذاباتهم وآلامهم، يتطلع أولئك الذين خرجوا إلى الشارع وجلسوا في الساحات، وكانوا ينطلقون من منطلقات سليمة تعبر عن الوجع، ولكن لطالما قلنا أن هناك من يجلس في الصفوف الخلفية، وأن هناك من يتربص ويتحين الفرص للانقضاض على تلك الشعارات النبيلة وعلى تلك المطالب المشروعة، ولكن المتربصين لم يكونوا مع المطالب المشروعة ووجع الناس، بل كان البعض منهم ولمآرب خاصة، قد يكون بعضها مرتبطا بما يسمى إرادات الخارج. ما يريده هذا الاستكبار الخارجي لهذا الوطن أن يدفع من أثمان باهظة نتيجة عوامل متعددة أولها أنه رفض أن يستكين وأن يذل وأن يكون في ذاك المحور الذي يبيح اضطهاد ما تبقى من أبناء فلسطين من أرضهم، ويبيح طردهم إلى عوالم التهجير في المعمورة كافة".
وتابع: "من الضريبة التي يراد للبنان أن يدفعها، أن يقبل بهذه الغدة السرطانية التي تجسد الشيطان الأكبر والتي تجسد الشر المستطير، إسرائيل، في عمق هذه المنطقة من العالم. ويراد من خلال ما شهدناه من حركات الإرهاب ومن خلال السعي إلى الشقاق وإثارة الغرائز المذهبية والعصبية وخلق أعداء وهميين كما أراد البعض في مرحلة أن يصور لكي يكون الهاجس عند أبناء هذه الأمة وهذه الشعوب العربية والإسلامية، محورا يصوبون إليه سهامهم بعيدا من البوصلة الحقيقية التي هي فلسطين. من هنا ندرك أن أثمانا قد دفعها هذا الشعب لأنه قبل هذا التحدي ولأنه واجه بالزيت المغلي والقبضات الحسينية والأجسام العارية وبالبندقية والعبوية عدوانية إسرائيل وهمجيتها، ندرك أن هذا الشعب الذي علم العالم كيف يصل إلى حريته وكرامته، من الضرورة أن يحاسب ويعاقب من الاستكبار العالمي ومن يدور في فلكه. من هنا نحن ندرك أن هناك مسارا لن يتوقف من أولئك الذين يريدون إحداث الفوضى في وطننا، ويريدون إشغال الناس بعضهم ببعض، ويريدون لهذه البقعة من العالم على صغرها أن تتفتت وأن تتجزأ".
ونوه بمرونة حركة "أمل"، ورئيس مجلس النواب نبيه بري من أجل "أن نحفظ هذا الوطن وتضحيات أبنائه"، مشيرا الى أن "التنازل من أجل المصلحة الوطنية إنما هو ربح جم لا يقدر بخسارة، بل الرابح يجب أن يكون الوطن بكل بنيه وأطيافه، لأن لبنان إذا قيد أن يقع في المحظور لا قدر الله، لن يبقى لبنان الذي تعرفون، والذي قاتل الجميع كل من جانبه لأن يحفظه وليبقيه لجميع بنيه".
وعن الوضع الحكومي، قال: "رغم بعض التعقيدات التي تطفو على السطح سنصل في نهاية المطاف إلى البداية الحقيقية التي من خلالها تولد حكومة أردناها أن تكون حكومة جامعة، حتى أولئك الذين أبعدوا أنفسهم أردناهم أن يكونوا في صلب هذه الحكومة، وأردنا أن تكون مطعمة بسياسيين من أجل حمايتها في المجلس النيابي، ولكي تستطيع أن تنال ثقة المجلس النيابي. نحن ننتظر أن يكون لنا في الوقت القريب حكومة، ولربما تكون ساعات أو أيام، ولكن الحرص على ولادة الحكومة هو همنا وهو سعينا ودأبنا لكي نستطيع أن نبدأ مرحلة جديدة في تاريخ الوطن".
وقال: "قد يقول البعض أنه من الضرورة بمكان أن يكون هناك انتخابات نيابية جديدة، ونحن مع الانتخابات النيابية الجديدة، ولكن السؤال المشروع وفقا لأي قانون انتخابي، طرحنا ككتلة التحرير والتنمية مشروعا نرى من خلاله أننا كلبنانيين نقترب أكثر من بعضنا البعض، وأن يستطيع هذا الوطن أن يجد نفسه في بوتقة من الانصهار الحقيقي التي لا تميز بين الشمال والبقاع والجنوب والجبل والعاصمة بيروت، طرحنا هذه الأفكار لكي يكون للجميع فرصة إبداء الرأي، أن يكون لبنان قاعدته الانتخابية على أساس لائحة موحدة تعتمد النسبية، وفي أسوأ الظروف أن نعود إلى المحافظات ولكن على قاعدة النسبية. نحرص على أن لا يكون هناك احتكار للوطنية، وللشعارات، ونرفض أن يكون هناك إلغاء لأحد، ما دام عنده حيز من الحضور وعنده الثقة من جمهور قد يزيد أو ينقص تبعا لما يقدمه ولما يعتقده الناس من رجاحة أفكار أو شعارات".
ودعا الى "البدء بإقرار قانون انتخابي جديد، للتغيير نحو الأفضل، وليس الى مزيد من القوقعة أو الانقسام أو العودة إلى العصبيات الطائفية، نحن مع الانتخاب بالأمس قبل اليوم، واليوم قبل غد على هذه القاعدة، كي يكون للناس حرية الاختيار، في من يرون فيهم أهلية تمثيلهم وأن يقوموا بواجبهم لكي نبدأ مشوارنا في عملية الإصلاح والتغيير، من أجل القضاء على كل هذه المحن التي مررنا بها والتي لا تزال تنوء أجسادنا وكواهلنا تحت أثقالها وأعبائها".
وتوجه إلى رئيس الحكومة المستقيل ووزرائها، قائلا: "قلنا أن الحكومة المستقيلة يجب أن تقوم بواجبها لجهة أن تتحمل المسؤولية في تصريف الأعمال، لا أن تكون سائحة أو غائبة، لأن الناس بحاجة إلى من يسوسهم دائما، ويقف على مشاكلهم وحاجاتهم، ولا يجوز على الإطلاق أن ندير الظهر لهؤلاء الناس جميعا دون أن يكون لدينا الفرصة لكي نعالج بعضا من وجعهم وهمومهم".
وعن الوضع المالي، قال حميد: "قد لا تكون موازنة العام 2020 التي سيتم انجازها الاسبوع المقبل ذات معايير مثالية، ولكنها تعطي فرصة للبنان أن يبدأ بعملية الاستقرار تجاه الخارج، وأن ينظر إلى لبنان بأنه قادر على أن يستمر ويحيا، لا أن يكون على قارعة أوطان العالم دون شأن وقوة".
واختتمت المناسبة، بمجلس عزاء للقارئ الشيخ علي حمزة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك