أكد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق غسان حاصباني ان "السؤال اليوم: هل تحصل هذه الحكومة مجتمعة ووزراؤها فردا فردا على ثقة الناس ومجلس النواب والمجتمع الدولي الذي من دونه من الصعب اليوم الخروج من الازمة؟"، مضيفاً: "الاولوية الكبرى اليوم هي اخراج لبنان من الازمة المالية والاقتصادية الموجود فيها. الوضع صعب جدا ومعقد جدا وسنرى في الاسابيع القليلة اذا كانت الحكومة ستستطيع تخطي هذه الصعاب".
وشدد على انه لا يجوز ان يكون هناك اليوم حكومة جديدة فقط بوجوه جديدة لكن بالتصرفات القديمة عينها، واردف: "بدأت هذه التصرفات تظهر جليا بطريقة تشكيلها. فبالرغم من انها شكلت من اصحاب الصف الواحد لكن كانت هناك معارك على كيفية توزيع الحصص".
تابع: "يقال ان الاشخاص هم مستقلون كما يطالب الناس، ولكن هناك جهات سياسية اصرت على تسمية وزراء من قبلها، لذلك سيكون لهذه الحكومة نفحة سياسية في مكان ما، وعليها إثبات العكس. فلنر ان كانت تستطيع تخطي تحدي الشارع اللبناني اولا وهو كان طالب بحكومة اختصاصيين مستقلين".
وتمنى حاصباني على هذه الحكومة الا تستغل العناوين فقط كما اطلقها الشارع كالمحاسبة، فتستعملها لتصفية حسابات سياسية تحت شعار المحاسبة ومحاربة الفساد كما رأينا في السابق، وحينها يكون مصيرها الفشل، مضيفاً: "الفحص الاول للحكومة هو المصداقية امام الناس، ونتمنى الا تقوم احزاب السلطة والأكثرية بالتجارب على الشعب وعلى لبنان، لان الوقت لا يسمح لذلك".
كما اعتبر حاصباني ان العزلة الدولية اساسها سياسي وما ادى الى ما هي عليه الحالة اليوم مزيج من هدر وفساد في الادارة ولكن جزء كبير منه ايضا يعود الى المواقف التي اطلقت من بعض الاطراف في لبنان تجاه الدول الصديقة والمجتمع الدولي الذي يعول لبنان على دعمه.
كذلك لفت الى ان موقف المجتمع الدولي من هذه الحكومة مرتبط بقدرتها ان تثبت مصداقية عالية وان تبرز استقلالية تامة عن الافرقاء السياسيين الذين يواجهون المجتمع الدولي، وان يكون لها برنامج واضح وذات مصداقية عالية لتحصل على الدعم المالي والتقني من الدول التي تود ان تدعم لبنان ولكن في ظل شفافية واضحة وادارة رشيدة وخطة انقاذية ذات مصداقية عالية.
وأردف: "كنا نعارض من داخل الحكومة وكنا قد نبهانا مما وصلنا اليه اليوم منذ البداية وخاصة من شهر اذار، وصولا الى اخر يوم قبل استقالتنا من الحكومة. على الحكومة الجديدة ان تصدر بيانا وزاريا سريعا وتثبت انها فعلا حكومة مستقلة."
وختم حاصباني: "من المجدي ان نعلم ما هو هدف هذه الحكومة، هل هي موجودة لفترة طويلة لتخوض نقاشات مطولة لقوانين انتخابية ام هي فعلا حكومة انقاذية وتنظر الى اجراء انتخابات مبكرة لاعادة تكوين هيكلية السلطة وتتخذ القرارات الجريئة التي من شأنها ان تخرج لبنان من الأزمة؟".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك