أكّدت النائب ستريدا جعجع أن "صفقة القرن" ولدت ميتة بالنسبة لنا كحزب سياسي ونصرّ على النأي بالنفس عن كلّ الصراعات الحاصلة في المنطقة، لأنّ الحكمة تقتضي منّا جميعاً تركيز كلّ جهودنا لحلّ مشاكلنا الداخلية"، مشيرةً إلى أن "الشعب اللبناني ينوء تحت اثقال مشكلةٍ اقتصاديةٍ وماليةٍ مذرية لم يشهدها لبنان منذ الحرب العالمية الأولى وما تخللها من مجاعةٍ وفقرٍ وهجرة".
وأضافت: "البنانيون من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب ومن بيروت والساحل الى الجبل والبقاع، ويطرحون أسئلةً كثيرةً ولا يجدون جواباً واحداً شافياً. وما يزيد المرارة أن الأوضاع الإقتصادية والمعيشية كانت خلال الحرب أفضل بكثيرٍ ممّا هي عليه اليوم، حتماً لا أحد يريد عودة الحرب، ولكن هل يجوز أن نواجه في زمن السلم ما نواجهه اليوم، نتيجة ما ارتكب المسؤولون وما زالوا أو نتيجة العجز عن ايجاد الحلول؟ و لقد قمت بتلاوة هذا المقطع ليس لمجرد استذكار ما قلته من على منبر مجلس النواب في 12 شباط 2019، بل لأدلّل على مدى معايشتنا للناس وقضاياهم وبالتالي على مدى الجهود والمحاولات التي بذلناها كحزبٍ سياسي، إن في المجلس النيابي أم في مجلس الوزراء، لتحقيق ولو جزءٍ يسير مما يطالبون به، ولكن عبثاً".
النائب جعجع، وفي كلمة لها خلال جلسة الثقة في مجلس النواب، ذكّرت بأننا "حاولنا كنوّابٍ هنا في هذا المجلس، كما بحّ صوت وزراء القوات اللبنانية في كل جلسةٍ من جلسات الحكومات السابقة، للتنبيه من خطورة الأوضاع وضرورة اتخاذ خطواتٍ جذريّة وفوريّة للإصلاح... ولكن عبثاً أيضاً وأيضاً. حتّى لم نستطع إقناع الأكثرية الوزارية السابقة بوقف العقود غير القانونية ل 5300 موظف كانوا أنزلوا بالمظلّة على إداراتٍ مختلفةٍ في الدولة، خصوصاً قبل انتخابات العام 2018، ولأسبابٍ انتخابية مفضوحة. ولكن عبثاً وعبثاً وعبثاً أيضاً". وأضافت: "إنّ الأكثرية الوزارية السابقة تضايقت الى درجةٍ كبيرة من وزراء القوات اللبنانية وبدأوا يطالبون ولو سرّاً، من خلال تسريباتٍ صحفيةٍ متعددة، بأنّه يجب إقالة وزراء القوات والتخلّص منهم لأنّهم "يعرقلون عملنا". هذا صحيح، وصحيح جدّاً، إذ كنّا نحاول بكلّ ما أوتينا من قوةٍ عرقلة أعمالهم السيّئة والتي أودت بالبلاد الى الهوة التي هي فيها الآن، لكنّنا أيضاً، وبسبب موازين القوى داخل مجلس الوزراء، لم نتمكّن، ممّا دفع بوزرائنا للاستقالة عند أول فرصةٍ مؤاتية: 17 تشرين الأول 2019".
ولفتت النائب جعجع إلى أننا "عدا عن المحاولات الكبرى التي قمنا بها لإنقاذ الوضع، إن على مستوى المجلس النيابي او على المستوى الحكومي، فإننا حاولنا إضاءة شمعاتٍ صغيرةٍ في هذه الظلمة الكبيرة التي كنّا ولا نزال نعيشها. فكان وزراء القوات اللبنانية مثالاً وقدوةً في الشفافية والنزاهة والاستقامة ومحاربة الفساد، حيث يقدّر بعض المحللين أنّ محاربة الفساد في وزارة العمل وحدها وفّرت على اللبنانيين عشرات ملايين الدولارات سنوياً كانوا يدفعونها رشاوى لإنجاز معاملاتهم".
وذكّرت النائب جعجع بأن "رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع بادر على طاولة الإجتماع الإقتصادي الإستثنائي الذي عقد في القصر الجمهوري في بعبدا في 2 أيلول 2019 بحضور الرؤساء الثلاثة ورؤساء الأحزاب والكتل النيابيّة إلى الطرح على المجتمعين الخروج من السلطة بعد الفشل الحاصل، وتسليم دفة الأمور الى حكومة اختصاصيين مستقلين لمحاولة إنقاذ البلاد من المصير المحتوم، وأنّه نظراً لفداحة الأوضاع يجب أن تسقط كلّ الاعتبارات السياسيّة الضيّقة والشخصية، لأنّ انهيار الاقتصاد يعني عملياً انهيار الدولة. إلا أن الحاضرين سخروا من اقتراح سمير جعجع وأصرّوا على ما هم عليه، حتّى أوصلوا البلاد الى ما وصلت إليه".
وتابعت النائب جعجع: "نحن أمام حكومةٍ جديدة يفترض أن تقوم بعملية إنقاذٍ سريعة وسريعةٍ جداً. لم يعد لدينا ترف إضاعة الوقت ولو للحظة. هل هي قادرة على ذلك؟ هذه أقصى تمنّياتنا. ولكنّ بعض المؤشرات التي بانت حتى الآن لا تنبىء بذلك. فقوى الأكثرية الوزارية السابقة كانت لها اليد الطولى أقلّه بطرح اسماء وزراء الحكومة، وجاء من بينهم من هو علناً مستشار لهذا الوزير السابق أو لذاك الرئيس. (...) لذلك لن نعطي الثقة لهذه الحكومة، ولكن مع انتظارٍ دائمٍ لما ستكون عليه قراراتها وخطواتها. فإن أصابت وبدأت خطواتٍ جذريّةً سريعةً لإنقاذ البلاد، كنّا إلى جانبها ولو بعد حينٍ، وإلاّ فسنكون من أشدّ المعارضين لها".
وأوضحت النائب جعجع أننا "مع إجراء انتخابات نيابيّة مبكّرة على أساس القانون الحالي"، لافتةً إلى أن "كلّن يعني كلّن"، طبعاً "كلّن يعني كلّن" تحت القانون والمحاسبة. والسارق يحاسب ويوضع في السجن، وتستردّ منه الأموال المنهوبة. أمّا النزيه والشفّاف ورجل الدولة فيدعم ويساند ليكمل ما كان قد بدأه".
ووجّهت النائب جعجع تحيّة "كبيرة جداً للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي قيادات وضباطاً وأفراداً على كلّ التعب والجهد الذي وضعوه للحفاظ على حريّة التظاهر والتعبير ومواكبة تحرّكات الناس والحفاظ على أمنهم من جهة، والحفاظ على السلامة العامة وسلامة الممتلكات العامة والخاصة من جهةٍ ثانية".
وختمت قائلةً: "ورا كلّ ظلام وظلم نور، و ورا كل عنف سلام. نحنا الشعب اللبناني بكل أطيافه ما بنقبل نموت راكعين، وما بنركع إلاّ ل لله".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك