لبنان إذاً من الدول المصابة بوباء "كورونا". وهو المصاب قبل ذلك بأكثر من وباء؛ أخطرها على الإطلاق وباء انعدام الرؤية على مستوى الإدارة السياسية وتخبّط بعض الحكام وانفصام بعضهم الآخر. وفيما حتى الساعة تم الإعلان رسميًا عن إصابة واحدة بالفيروس؛ فإن تسريبات وإشاعات تحدثت عن 4 إصابات أخرى؛ وهو ما نفاه وزير الصحة لـ"الأنباء" الذي عملت وزارته على تكثيف حركة فرقها لمحاولة "وقف الهلع"؛ بالتوازي مع مساعي وزارات وإدارات أخرى في سبيل تطويق ما خلّفه الأمر والسعي لضبط الأوضاع بالحد المستطاع.
وإذا كانت أزمة "كورونا" ليست مصدر القلق الوحيد للبنانيين؛ إلا أنها لا شك شغلتهم عن غيرها من الأزمات الداهمة كاستحقاق تسديد سندات يوروبوند؛ التي لم تصل الحكومة بعد إلى قرار نهائي بشأنها، مع استمرار ارتفاع أسعار المواد كافة وفقدان بعضها وارتفاع سعر صرف الدولار.
وكان انعقد في كل من السرايا الحكومي ووزارة الإعلام اجتماعين تركز البحث فيهما على كيفية تحذير المواطنين من فيروس كورونا؛ ولفرض إجراءات جديدة على حركة السفر الى الدول التي سُجلت فيها إصابات بالمرض؛ وتكليف البلديات بعزل القادمين من هذه الدول والفصل بينهم وبين القاطنين حتى التثبت من عدم إصابة أي من القادمين وعدم نقل المرض الى أي من القاطنين. وهو قرار أثار استغراب المراقبين والمتابعين في ظل عدم توفر الطواقم الصحية البشرية لدي البلديات ولا الإمكانيات الطبية، ولا المعدات اللازمة، ولا الأموال الكافية للتجهز؛ ما يؤشر من جديد إلى مدى انعدام التفكير المنطقي العملاني لدى القيمين على شؤون الناس في الحكم.
أما اجتماع وزارة الإعلام فكان للتحذير من نشر الأخبار الكاذبة والإشاعات حول المرض، والطلب من وسائل الإعلام المساعدة في حملات التوعية والوقاية من الفيروس.
وزير الصحة حمد حسن نفى في اتصال جريدة "الأنباء" به صحة الأخبار المتداولة عن مصابين آخرين؛ وقال إن الحالات الـ 3 المشتبه بها لا تزال تحت المراقبة ولم يتم بعد تأكيد إصابتها بـ"كورونا". وأشار حسن في الوقت نفسه إلى أن السيدة التي أصيبت بالمرض والتي وُضعت في الحجر الصحي في مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي تميل صحتها الى التحسن، مشدداً على ان كل ما يقال عن إصابات أخرى في الجنوب او في اقليم الخروب لا صحة له، داعياً إلى عدم ترويج هكذا اخبار.
لكن حسن أوضح انه رغم ثبوت ان الإصابة التي سُجلت قدمت من إيران، فإنه لا قرار حتى الساعة بوقف الرحلات الجوية منها وإليها.
من جهته، نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون لفت في اتصال مع "الأنباء" إلى النقص الحاد في المعدات الطبية لمواجهة الأزمة الصحية؛ ومن بينها الكمامات الواقية التي فقدت من غالبية الصيدليات بسبب تهافت المواطنين لشرائها من جهة والاحتكار الذي يمارسه بعض التجار في مثل هذه الظروف من جهة ثانية، مشيرا إلى أن سعر علبة الكمامات ارتفع ٥ أضعاف سعرها الأصلي.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك