قبل الـ"كورونا" وبعده، تبقى السياحة أحد أهم مصادر الدخل إلى خزينة الدولة ودعامة أساسية للاقتصاد إذ تؤمن فرص عمل وتجذب رؤوس الأموال.
اجتماعات، ووفود وآراء متعددة، وقتنا يمر سريعاً والانهيار أسرع، ولا تزال الحكومة تبحث عن الحلّ الضائع، ولن تجده لأن الإرادة الفعلية غير متوفرة.
كفاكم بحثاً، فالانقاذ لن يأتي هذه المرة من الخارج بل من الداخل.
تسألون ما الحلّ؟ إليكم أحد الحلول البديهية: تنشيط ودعم السياحة الداخلية.
حتى وإن لم يكن حجم العائد المادي من السياحة الداخلية كبيراً فإنّ التشجيع على هكذا عادة، عوضاً عن السفر إلى الخارج، سيحرّك العجلة الاقتصادية المتوقفة، وسيحدّ من نزف الدولار إلى الخارج، وإذا لم يفتح المجال أمام فرص عمل جديدة فإن تنشيط السياحة الداخلية سيحدّ من صرف الموظفين ومن إغلاق المحال والمطاعم والفنادق...
لم يقف يوماً اللبناني عند أي صعوبة مهما اشتدت ولم تمنعه من تحويلها إلى مادة للترفيه والابتكار في محاولة منه للانشغال عن همومه. هذا ما أكّدته نقيبة الأدلاء السياحيين أليسار البعلبكي، في حديث خاص مع موقع mtv الإلكتروني، موضحة أنّ الأزمة الحالية قد تعيق حركة اللبناني لكونه يعاني على الصعيد المالي لكنها حتماً لن تمنعه من "تغيير الجوّ".
وفي هذا الاطار، اعتبرت أنّ المشكلة تكمن في عدم معرفة اللبنانيين بالعروض المقدّمة من جانب الفنادق والمطاعم والأماكن السياحية خصوصاً في الأرياف في ظل صعاب في إيجاد تمويل إعلاني لها"، محمّلةً الإعلام واجب تسليط الضوء على هذه الأماكن.
وفي استعراض سريع لأرقام السياحة لعام 2019، أشارت البعلبكي إلى أنّه حتى نهاية العام الماضي بلغ عدد السياح المليون و960 ألف سائح أجنبي، قائلة: "هذا الرقم إلى تراجع رغم عودة الحركة إلى طبيعتها نسبياً بين الميلاد ورأس السنة".
وانطلقت البعلبكي من فكرة تضافر الجهود وتوحيدها بين القطاع الخاص والإعلام بما في ذلك مصلحة متبادلة للفريقين، لتفتح المجال أمام أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في دعم السياحة عموماً والداخلية خصوصاً في ظل ضعف قدرات الدولة المادية وانشغالها في ما تعتبره من الأولويات اليوم.
وفي السياق عينه، رأى الناشط السياحي على "انستغرام" شادي ديب أن لمواقع التواصل الاجتماعي تأثيرا إيجابيا كبيرا على تنشيط السياحة ودعمها شرط إظهار الوجه الجميل للبنان.
واعتبر ديب، في حديث لموقعنا، أنّ ما يميّز ناشطاً عن آخر هو طريقة التقاط الصورة، قائلاً: "إنّ زاوية التقاط صورة هو ما يؤثر بمن يراها إذ تعكس فيها من شخصك ومدى تأثرك بالمكان الذي تصوّره، وهذا ما نفتقد إليه في الإعلانات الرسمية".
وأضاف: "الأكيد أن هناك تقصيرا من قبل وزارة السياحة ونحن عبر مواقع التواصل الاجتماعي نتعرف إلى أماكن ومناطق لم نكن نعرف عنها شيئاً".
وشدّد ربيع سكيني، وهو صاحب صفحة خاصة بسياحة المأكولات، على أهمية مواقع التواصل الاجتماعي على تنوعها في إظهار جمالية لبنان في صورة، قائلاً: "من خلال صفحاتنا سنقدم للمتصفح خيارات عدة تبعاً لذوقه ورغبته وعما قد يستهويه بالإضافة إلى التواصل معه مباشرة وإفادته بأي عرض قد تعقده الصفحة مع المطاعم والفنادق وبيوت الضيافة...".
وطالب سكيني، عبر موقعنا، وزارة السياحة بالاستفادة من مضمون ما يتم نشره عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً تلك التي تتمتع بصدقية كبيرة لدى متصفحيها، نافياً أن يكون المطلوب من الوزارة تقديم الدعم المادي.
وقال: "اعتراف وزارة السياحة بنا يجعل منا سفراء لها وهكذا نعمل على تشجيع السياحة بأقل كلفة ممكنة".
شبابنا على أهبّة الاستعداد لتقديم أي مساعدة قد تنتشل لبنان من أزمته. الحلول متوفرة ومن أهمها السياحة الداخلية. ولكن، هل من يستجيب؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك