يروي رئيس بلديّة متنيّة: أبلغني مقرّب من أحد الأشخاص الذين خرجوا من المستشفى بعد شفائهم من فيروس كورونا بأنّ الأخير ينوي العودة الى منزله الذي يقع في نطاق البلديّة التي أرأسها، وذلك ليلتزم بالحجر المنزلي. قلتُ له: أهلاً وسهلاً به. إلا أنّ الرجل فضّل الانتقال الى منزله الصيفي في منطقة أخرى. إلا أنّني علمتُ لاحقاً بأنّ رئيس بلديّة هذه المنطقة رفض استقباله. فانتقل بعدها الى منطقة شماليّة رفضت أيضاً استقباله.
ويقول رئيس البلديّة، صاحب الرواية، إنّ المصابين بفيروس كورونا يحتاجون الى محبّة لا الى كراهية.
ننطلق من هذه الرواية، من دون أن نبتعد جغرافيّاً كثيراً. رئيس بلديّة عين سعادة ومختارها أصدرا بياناً موقّعاً باسمهما أمس وجد فيه كثيرون أنّه يفتقد الى الإنسانيّة.
رفض رئيس البلديّة أنطوان بوعون والمختار موريس الأسمر، تخصيص فندق مقفل في عين سعادة قدّمه مالكه FRANSABANK، بمسعى من قائمقام المتن مارلين حداد، مجاناً لاستقبال الراغبين بالتزام الحجر المنزلي خشية أن يكونوا مصابين بالفيروس، فيتجنّبون بذلك الاختلاط ونقل العدوى، إن ثبتت إصابتهم.
وعلى الرغم من أنّ الحجر يعني البقاء في الغرفة وعدم الخروج منها، بإشرافٍ طبّي وتمريضي، إلا أنّ بوعون والأسمر أبديا في بيانهما خشيتهما من أنّ المحجورين سينشرون الوباء في البلدة، وهدّدا باعتصام وتجمّع!
في وقتٍ نسمع قصصاً رائعة من العالم عن تضحياتٍ ومساعداتٍ وتبرّعات، نقرأ بياناً يعامل من يُخشى أن يكونوا مصابين كمصدرٍ لوباء سينشروه في أرجاء منطقة.
وفي اتصالٍ مع موقع mtv، شكا مختار عين سعادة موريس الأسمر من أنّ ردّة الفعل الأوليّة على تخصيص الفندق أتت بسبب تجاوز السلطة المحليّة وعدم التنسيق معها في الأمر.
ولفت الى أنّ البلديّة خصّصت مركزاً للحجر لاستقبال المصابين من أبناء المنطقة وسكّانها حصراً، إلا أنّ البلديّة كما السكّان يرفضون استقبال أشخاصٍ من خارج المنطقة.
وكشف أنّ البيان الذي أصدره مع رئيس البلديّة، والذي لاقى ردود فعل سلبيّة من خارج المنطقة، كان الدافع إليه خوف أبناء المنطقة.
إشارة الى أنّ بلديّة درعون سبق أن رفضت أيضاً تحويل مركز بيت عنيا، ضمن النطاق البلدي، الى مركزٍ للحجر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك