جاء في وكالة "أخبار اليوم":
لا جبهة معارضة فعليّة في المرحلة القليلة المقبلة، لأن التبايُنات التي تحكّمت بمسار العلاقة بين الأطراف المُعارِضَة منذ ما قبل انتفاضة 17 تشرين الأول، لا تزال على حالها بنسبة كبيرة تقريباً.
فـ"القوات اللبنانية" جدّدت تأكيد استعدادها تكوين أي حلف معارِض، بقدر ما يستطيع "المستقبل" و"الإشتراكي" الذهاب بعيداً في المعارضة، وهذا "البعيد" يعني أنها (القوات) لن تقبل بأن تُترَك في منتصف الطريق كما في الماضي، لأسباب وذرائع تعود إما للخصوصيات الدرزية من جهة، أو لخصوصيات علاقة فلان أو فلان مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.
هذه الخصوصيات ستمنع الذهاب بعيداً في العملية الجراحية المطلوبة للخروج من النّفَق المُظلم، والتي يعلمها الجميع، وهي تقوم على الدّفع باتّجاه إجراء انتخابات نيابية مبكرة.
فلا معنى لجبهة معارضة إذا بقيَت محصورة بإزاحة هذا أو ذاك من السراي الحكومي، أو بحَصْر العمل على إبقاء بعض التعيينات على حالها، أو الحفاظ على حصّة معيّنة فيها. والكلّ يُدرِك أن المشكلة ليست هنا، بل بضرورة القيام بنقلة نوعية على المستوى السياسي، لن تبدأ إلا بانتخابات نيابية مبكرة تشكّل المفتاح لباب التغيير الجذري، الذي سيُعيد بدوره فتح الأبواب المالية والإقتصادية الدولية للبنان، بسهولة، ودون أي حاجة لتكبُّد عناء "التزييت" على الطريقة اللبنانية، والتي لم تَعُد تنفع كما يبدو.
أشار مصدر حكومي سابق الى أن "عدم تشكيل جبهة مُعارِضَة، له علاقة بظروف موضوعية، تنسجم مع واقع أن التطوّرات في البلد تجاوزت كل ما هو قديم، وتعدّته الى مواجهة لبنانية واسعة ضدّ الفريق الذي أوصل لبنان الى الإنهيار".
ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "القوات اللبنانية" واضحة، وهي تؤكد أنها مستعدّة للتحالف ضمن السقف الذي يريده تيار "المستقبل" من جهة، والحزب "التقدّمي الإشتراكي" من جهة أخرى. وهي (القوات) ربطت كلّ شيء برغبتهما في إعادة إحياء الثلاثية التي تقوم على قوات - مستقبل - إشتراكي. وبالتالي، وضعت "القوات" الطابة الآن في ملعبهما، وهي منفتحة على أي سقف يحدّدانه".
وأكد أن "هذا السقف يتجاوز كل الإصطفافات السابقة، وينسجم مع واقع أن الشعب صار جائعاً، وهو يحتاج الى حلول سريعة وجذرية".
ورأى المصدر أن "القوى الثلاث تفتقد الى التنسيق، وذلك رغم الإتفاق على النّظرة السياسية العامة للبنان".
وشدّد على أن "أي مروحة لإحياء هذا الثلاثي، تعني العودة الى جبهة سياسية. والجبهة السياسية تعني الإتفاق على المسار السياسي، من خلال مجموعة من العوامل والعناصر. وإلا فإن التقاطُع سيظلّ على القطعة، كما هو اليوم".
وأوضح أن "التواصُل بين "القوات" و"الإشتراكي" بقي ثابتاً تحت عناوين الرؤية الاستراتيجية الكبيرة من جهة، ومصالحة الجبل، من جهة أخرى. أما تواصُل "القوات" - "المستقبل"، فهو حاصل بالشكل الذي هو فيه الآن، دون أي إضافات أخرى. فلا يمكن الحديث حالياً عن تحالف بين هذا الثلاثي، لأن لا تنسيق في الملفات الكبرى. وإذا لم يُصار الى إعادة تنشيط الحَراك بين الأطراف الثلاثة، فإن الأمور تبقى على ما هي عليه اليوم".
وختم: "الجهات الثلاث ترفع منسوب التنسيق في ما بينها في الوقت الراهن، بسبب الأزمة المالية التي تعصف بالبلد. وبالتالي، هي ليست في مرحلة إحياء جبهة بالتمام والكمال، بموازاة أنها ليست في مرحلة تواصل موسمي أيضاً، بل في فترة تنسيق تتطلّبه الظروف الصعبة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك