كتب ايسامار لطيف:
"مصالح قوم عند قوم فوائد"... لعلّها العبارة الأقرب والأصدق الى واقع حالنا اليوم. فبعد خطاب أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرلله الذي انتقد فيه مواقف البطريرك المارونّي مار بشارة بطرس الراعي، الذي دعا الى حياد لبنان عن مشاكل المنطقة وعدم الإنجراف نحو نزاعات داخلية ومحليّة لا شأن لنا بها وبخاصة في ظلّ الأزمات المتتالية التي تعصف بالبلد، انهالت المواقف المؤيّدة لصرخة بكركي، واستيقظ ضمير البعض للوقوف بوجه من يريد تغيير هويّة لبنان التاريخيّة وفقًا لأجنداته السياسيّة والشخصيّة.
فمن حيث لا يدري، أعاد السيّد مجد لبنان لبكركي، تلك القلعة المحصنّة بصلوات شعبٍ مناضلٍ، وبمواقف رجالها على مرّ السنوات. من حيث لا يدري، ساهم ذاك الخطاب بتحريك الشارع المسيحي، لينهض ويصرخ كفى! نعم، كفى! يكفينا ذلّاً واستعباداً... يكفينا تهجيراً... يكفينا فراقاً للأحبّة! فمن قال إنّ الشارع المسيحي يُريد مركزاً أو كرسيّاً في السلطة الفارغة؟! من أعطى لهم الحقّ بالتحدّث أو اتخاذ القرارات بدلاً عن الطائفة المعنيّة؟!
الحقّ الحقّ قالت لكم بكركي وسيّدها، خذوا ما شئتم من ممتلكات ووزارات ومراكز، ومرّروا ما شئتم من صفقات، وعرقلوا تشكيل الحكومة، وساهموا بتجويع الشعب وتشريده، فنحنُ لم ولن نستسلم، ولن نقدّم لكم الوطن على طبقٍ من فضّة لتتلذّذوا ببقايا شعبه.
عذرًا، فإذا كانت أسلحتكم هي التي حرّرتكم وتفتخرون بها، فلنا أيضًا سلاح بكركي نقوى به. كفى مزايدات عبثية، لبنان في جهة وأنتم في جهةٍ أخرى، قسمٌ من الشعب سيُبايع بكركي، وقسم آخر يُبايع إيران، وفئة ثالثة باعت لبنان من أساسه لتكسب رضاء الحلفاء.
اعتادوا على خنق صوت الحقّ وإرضاخه للسكوت بوجه أعمالهم وصفقاتهم، وعندما وقفت بكركي بالمرصاد اتهمّوها بالعمالة. بالله عليكم أوضحوا لنا مفهوم العمالة لعلّنا منكم نستفيد.
قلناها مرّة، وسنقولها اليوم أيضًا، بكركي بريئة من محاولات التخريب والعبث الطائفي، هذا الصرح المقدّس أكبر من أن تطاله سهام الحقد والتشويه، لذا، اتركوا بشاعة حكمكم بعيدة عن هذا المكان وشعبه.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك