كتبت رانيا شخطورة في "أخبار اليوم":
... وماذا بعد؟
كان منذ يومين "السبت الكبير" في بكركي، حشود توجهت الى الصرح البطريركي، أطلّ سيّده بخطاب عالي اللهجة، وضع فيه الاصبع على الجرح والنقاط على الحروف...
هل انتهى الامر عند هذا التحرك؟ وكيف ستترجم "لاءات" البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ومطالبه... من اجل المساهمة في معالجة الازمة، تمهيدا للخروج من النفق المظام؟!
الراعي ليس سلطة تنفيذية
تشرح مصادر كنسية قريبة من بكركي ان البطريرك الراعي ليس سلطة تنفيذية، فهو ليس رئيس الجمهورية او الحكومة، او حتى مجلس النواب.... ولا سفراء لديه في دول العالم. بل هو يطرح الافكار يسلّط الضوء على الخطأ والصواب، ولكن على الدولة اذا كانت مؤمنة بطرحاته ان تعتمدها، وتكوّن حولها تأييدا وطنيا... وصولا الى تنفيذها. اما اذا لم تكن مقتنعة بطروحات البطريرك - وهذا هو الواقع مع الحكم الحالي- فعلى القوى السياسية والاحزاب المؤيدة لهذه المواقف ان تتحد وان تسوّق هذا المشروع وتعمل على تنفيذه.
وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، تشدد المصادر على انه لا يجوز الخلط بين مسؤولية البطريركية ومسؤولية القوى السياسية، ملاحظة ان عددا من القوى السياسية تكتفي بتأييد البطريرك دون العمل على تنفيذ الطروحات، وهذا امر غير كاف، اذ يجب ان تحمل الاحزاب مواقف البطريرك وتعمل على تنفيذها.
وتذكّر: حتى السيد المسيح الذي تجسّد على الارض، بشّر وعلّم وقام بالعجائب.. لكن كلف الكنيسة ان تكمل الطريق بمعنى ان الطريق دنيوي، وهذا الطريق في يومنا هذا هو بين ايدي السياسيين ليكملوا المسؤولية، وتكرر: البطريرك لا يتحمل مسؤولية التنفيذ اذ يكفي انه كانت له الجرأة في قول الحقيقة في وقت لم يقلها احد.
بكركي لا تقبل وساطة
وفي وقت كان حزب الله فيه من اكثر رافضي ما عبّر عنه البطريرك الماروني، سئلت المصادر: مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي يتحرك على خط بكركي في مسعى لتأليف الحكومة، هل لديه ايضا هدف موازي بتحقيق التقارب بين بكركي وحارة حريك؟ تجيب المصادر جازمة: يجب ان يكون واضحا للجميع ان بكركي لا تقبل وساطة بينها وبين اي فريق سياسي، ولكن ابواب بكركي مفتوحة امام اي فريق سياسي يريد زيارة الصرح، وهو مرحب به في اي وقت.
وتؤكد المصادر ان البطريرك يقوم بمسعى بين فريق وآخر، لكن لا احد يقوم بمسعى بين البطريرك واي فريق سياسي، لان البطريرك الماروني ليس فريقا في النزاع او الصراع، وهو ليس طرفا سياسيا، وبالتالي اذا اراد حزب الله ان يفتح خطا مع بكركي، فهو لا يحتاج الى اي وسيط، بل كل ما يحتاجه ان يقصد بكركي ويجلس مع غبطة البطريرك ويعبّر عما يفكّر به، واسباب معارضته، ما هي مخاوفه... وعندها يجيب الراعي بدوره بالحديث عما يقلقه ويخيفه وما اذا كان لديه هواجس من سياسة حزب الله.
ابراهيم تكلم بالموضوع الحكومي
وتلفت المصادر الى ان اللواء ابراهيم، خلال زيارته الاسبوع الفائت الى بكركي، تكلم بالموضوع الحكومي، وليس عن الحزب.
وفي هذا السياق، تنفي المصادر وجود اي لجنة للحوار بين الطرفين، موضحة ان اللجنة التي يشارك في عضويتها كل من محمد الخنسا والأمير حارث شهاب، تجتمع او تتواصل بشكل دائم ان كان هناك خطاب او عظة او لم يكن، وهي عادة تبحث في الملفات العالقة بين الكنيسة وحزب الله او احزاب اخرى، ولا دور لها خارج هذا الاطار، ولا صلاحية لها بالقيام بوساطة.
وتختم المصادر، محذرة من وجود محاولة لحرف الانتباه عن "الخطاب والحشد والحدث التاريخي" الذي شهدته بكركي السبت، باتجاه بعض الشعارات التي اطلقتها مجموعات محدودة، وكأن كل هذا الحدث اصبح شعارا اطلقه مشارك او مشاركان، في حين ان الاهمية القصوى تبقى لمضمون ما اعلنه البطريرك.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك