كتب أنطون الفتى في "أخبار اليوم":
قد يبدو بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة ضمانة لبعض اللبنانيين، فيما يزور وزير الخارجيّة الفرنسي جان إيف لودريان لبنان في العشرين يوماً الفاصلة عن الإنتخابات الرئاسية السورية، وسط مواقف أوروبيّة وغربيّة معروفة سلفاً من نتائجها، وذلك رغم ترك مجالات الحوار الغربية مفتوحة مع الروس، حول المستقبل السوري.
رسائل؟
وبالتالي، هل يحطّ لودريان في بيروت ليتحدّث عن المبادرة الفرنسية، وعن الحكومة اللبنانية، ومستقبل العقوبات، على ضوء نتائج جسّ نبض مستقبل التموضُع اللبناني ضمن مسار فيينا النووي الذي يبدو طويلاً؟ أو لإبلاغ رسائل غربيّة تتعلّق بمستقبل المبادرة الفرنسية في لبنان، على خلفيّة الوضع السوري بعد عودة الأسد الى السلطة في أواخر الشهر الجاري، و(رسائل) ترتبط ربما بمستقبل تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة بعد المتغيّرات الإقليمية - الدولية، مع انتظار الرّدود اللبنانيّة الفعليّة عليها (الرسائل) في ما سيظهر من مواقف، من مسؤولي "حزب الله" في "يوم القدس"، في 7 الجاري؟
مصدر مُواكِب
أكد مصدر مُواكِب لآخر المستجدات أن "لودريان يزور لبنان ليقول إن المبادرة الفرنسية لا تزال موجودة، رغم كل شيء، وإن باريس لن تنشر لائحة الأسماء المرتبطة بالعقوبات. ولكن مع التشديد على الجديّة الفرنسيّة في هذا الإطار".
ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أنه "لا يمكن عزل زيارته لبنان عن تلك التي قام بها رئيس جهاز المخابرات السعودية (الفريق خالد الحميدان) الى سوريا، ولا عن الإيجابيات المستجدّة بين السعودية وإيران".
ورأى أن "ما سُرِّبَ من كلام حول أن لودريان لن يزور الحريري، رغم أنه ربما يلتقيه بالفعل، ومجرّد الإعلان أولاً عن أنه سيزور رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، هي رسالة سعودية للحريري، وليست فرنسية".
مصدر في باريس
ومن جهته، كشف مصدر في العاصمة الفرنسيّة أن "الفرنسيّين يحاولون تفعيل مبادرتهم في لبنان، رغم أن لا وضوح مباشراً حتى الساعة حول حدود تلك المحاولات، أو حول ما إذا كان التوافق الفرنسي - الأميركي في لبنان كاملاً هذه المرّة، أو لا".
وكشف في اتّصال بوكالة "أخبار اليوم" أن "كثيراً من المعلومات المتناقضة تُحيط بالملف السوري، وسط ما يُشير الى تقدّم عربي - سوري، والى تطوّر أوروبي - سوري على الصّعيد الأمني تحديداً. فيما تؤكّد معلومات أخرى أنه لا يُمكن الحديث عن تطوّر أو تقدّم، بل عن محاولات أوروبيّة وعربيّة مع دمشق، نتائجها غير مضمونة، وبعيدة المدى".
مؤشّر
وردّاً على سؤال حول ما إذا كانت الأجوبة اللبنانية الحقيقية التي سيحصل عليها لودريان، ستكون من خلال المواقف التي ستصدر عن مسؤولي "حزب الله" في "يوم القدس"، أجاب المصدر:"الأجوبة متعدّدة المصادر، سواء للودريان، أو للمسؤولين اللبنانيين. فحتى ولو التقى لودريان الحريري بعد أيام، إلا أن تأخير تأكيد ذلك، مقابل تأكيد زيارته عون وبري أوّلاً، هو مؤشّر شديد الأهميّة".
وشرح:"حماية الحريري، والدّعم الذي يتّكل عليه، يأتي من خلال مسار مزدوج، يجمع ما بين الموقف الأوروبي عموماً، والفرنسي تحديداً، من جهة، والموقف المصري - الإماراتي، من جهة أخرى".
بديل؟
وقال المصدر:"هل عَدَم زيارة لودريان الحريري أبداً، أو زيارته بعد ضخّ معلومات عن حصر زياراته برئيسَي الجمهورية ومجلس النواب، هي مؤشّر على أن فرنسا توصل رسالة إليه (الحريري) حول أنه ما عاد مدعوماً مصرياً وإماراتياً؟ أو رسالة على وقف الدّعم الأوروبي له (الحريري)؟ أو على وقف الدّعم الفرنسي؟ أو الأوروبي والفرنسي معاً؟ أو الأوروبي - الفرنسي - المصري - الإماراتي عموماً؟".
وأضاف:"في تلك الحالة، كل الفلسفة التي تحكّمت بمسار الحريري خلال الأشهر الماضية، ستوضَع على الطاولة، إذ من سيكون البديل منه؟ وماذا سيكون عليه مستقبل الحال في لبنان، في ما لو أُخرِجَ الحريري من السّباق الحكومي؟".
وعن إمكانيّة استخدام رفع الدّعم، كورقة من أوراق التلويح بالضّغط الإجتماعي على الحريري، الذي يسهّل له قرار الإبتعاد عن المنافسة الحكومية، أجاب:"كان من المقرّر أن يكون (الحريري) رئيساً لـ "حكومة المهمّة"، فيما يبدو أن حظوظ حكومة "تمرير مرحلة" ترتفع على حساب الأولى، وهي حكومة رفع الدّعم، والبطاقة التمويلية. وختم:"توجد معلومات حول عمل أوروبي في هذا الإطار. ولكن من يُمكنه أن ينفّذ ذلك، ويتحمّل النتائج؟".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك