"الراي الكويتية":
لبنان «يحترق»، و«نارُ» الانهيارِ تتمدّد يومياً لـ «تلتهم» آخِر خيوطٍ في «الحبل» الذي ما زالت «بلاد الأرز» تتعلّق به في قلب «فوهة جهنّم»، فيما تَمادي الأزمة الحكومية بكل صواعقها السياسية والدستورية والطائفية، الداخلية والاقليمية، يصبّ الزيتَ فوق البركان الاجتماعي الذي بدأ... انفجاره.
هذه المشهدية التي توصف الوضع اللبناني، لا تشكّل إلا جزءاً من واقع الحال في بلدٍ ارتفعت معه في الساعات الماضية «حماوة» الأرض على شكل قطع طرق في مناطق واسعة (بيروت وتحت جسر المطار في الضاحية الجنوبية وأوتوستراد العاصمة - الشمال وفي صيدا وصور والشمال وبعض الجبل) واستهداف مبنى وزارة الطاقة، بقنبلة مولوتوف في ما بدا «تحميةً» لتحركاتٍ يُخشى أن تخرج عن السيطرة، «وقودُها» متوافر بكثرة على عكس المحروقات «المفقودة» والتي يوشك شحّها وقرب نفاذها بأن يصيب (إلى جانب كل الدورة الاقتصادية) قطاعاتٍ عدة، تترنّح أصلاً مثل المستشفيات، والوزارات والإدارات العامة والسوبرماركت وصولاً إلى آخِر نور ينعم به اللبنانيون في بيوتاتهم.
وفي حين سجّل سعر صرف الدولار في السوق الموازية رقماً قياسياً هو 16 ألف ليرة، كانت تترسّخ ظاهرة «روبن هود» على الطريقة اللبنانية مع اتساع رقعة «وضع اليد» من مواطنين على مواد استراتيجية وغذائية خلال عبورها في بلداتهم خصوصاً في عكار التي شهدت أمس استيلاء شبان على شاحنة نقل صغيرة كانت محمّلة بالحليب عند مفترق بلدة ديردلوم على طريق عام العبدة- حلبا قبل أن يعمدوا إلى توزيع حمولتها على بعضهم البعض وعلى مَن حَضَر من الأهالي، وذلك غداة مصادرة (في البقعة عيْنها) صهريج بنزين وتَقاسُم حمولته.
وفي ظل هذا الواقع الصادم، بدت محاولاتُ «شراء الوقت» لتأخير الارتطام الكبير تصطدم بدورها بتعقيدات تعكس خطورة المنعطف الذي بلغه لبنان و«تردُّد» بعض المعنيين تحت وطأة الوهج الهائل لـ «كرة النار».
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك