خاص موقع mtv
يحتسِبُ اللبنانيون الأيامَ بالساعات والدقائق حتى يقولوا كلمتهم، بعدما وجدوا أنفسهم مرميّين في أسوأ مرحلةٍ شهدها تاريخهُم الحديث، مرحلةٍ أقل ما يقال عنها إنها جهنّم السياسة والاقتصاد، جهنّم السياسيّين الذين أحكموا السيطرة على مصيرنا، فأعادونا إلى العصر الحجري.
وكما تُحتَسب الأيامُ من أجل التغييرِ المنشود، كذلك تُحتَسَب الأصوات بدقّة، ففي قانونِ الانتخاب الحالي باتَ لكلّ صوتٍ قيمة وقدرة على إحداث خرقٍ أو معادلة جديدة. غير أن كثرة اللوائح في بعض الأحيان والانقسامات التي شابت ما يُسمّون "تغييريين" وحتى السياديين منهم، جعلت من عمليةِ الاقتراع مهمّةً يشوبها الكثيرُ من الضياع من قبل الناخب.
ومن هذا المنطلق، وقبل التوجهِ إلى مراكزِ الاقتراع يوم الأحد، من الضروري ألا نفرّط بأصواتنا في لوائح لا حظوظ لها، أو في لوائحَ "إصطناعية" من صنيعة "حزب الله".
فهذه الانتخابات تشّكل لحظةً حاسمة في تاريخِ لبنان بعد الذلّ الذي تمرمغنا به، وهي باتت مصدرَ قلقٍ عند القوى المتحكّمة برقابنا والتي أخذتنا رهائن في مشاريع لا تشبهنا، لذلك زرعتْ في مختلف الدوائر مرشحينَ يحملون قناعَ الثورة والتغيير حتى يكونوا سلاحها المكتوم الصوت، من أمثال وزير سابق قد يعتبرهُ كثيرون وجهًا تغييريا ذات صبغة اقتصادية، إلا أنه يخفي وجهاً مختلفاً.
فشربل نحاس أطلق ما يُعرف بـ"مواطنون ومواطنات في دولة" حتى يتسلّل إلى الساحة الانتخابية رافعا شعاراتٍ لم تلحظ في اي واحدة منها ما يعارضُ سلاح "حزب الله"، وهو زرع لوائحَ في مختلف الدوائر الانتخابية يبدو أنها مدعومة من تحت الطاولة من قبل الحزب لقطع الطريق على تغيير قد يقلب المشهد السياسي القاتم في لبنان، وهو ما منعها من التحالف مع أيّ من قوى الثورة والقوى السيادية في مختلف الدوائر الانتخابية.
في المتن الشمالي مثلا، يحملُ المرشح جاد غصن مشعلَ الثورة على الفساد، وهو من ضمن لائحة "مواطنون ومواطنات في دولة"، للتفريطِ بالأصوات التي من المفترض أن تصبّ في خانة السياديين الحقيقيّين في المتن، في مخطّط يُحاك بعناية حتى يُشكل غصن فجوةً تقطعُ الطريق على الفريق المناهض لحزب الله الذي من المفترض أن يشكل القوةَ الضاربة في مجلس النواب المقبل كمقدمة للوقوفِ سدّا منيعًا في وجهِ محاولات أخذنا جميعا نحو مشاريعَ لا تشبهُ ثقافتنا وحضارتنا، ولا تلتقي البتّة مع الإزدهار والتطوّر والثقافة.
لذلك، شاركوا بكثافةٍ في انتخابات يوم الأحد، ولكن حذار أفخاخَ الدويلة وحلفائها... صوّتوا صحّ، لأن مصيرَنا جميعًا معلّقٌ بخياراتنا في 15 أيار.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك